وفي العراق وبعد عملية التغيير تشكلت مؤسسة مهمة هي ( هيئة الإعلام العراقية ) ومن المفروض إن تكون هذه الهيئة مستقلة وأعضائها حريصين ومحافظين على مصداقية الإعلام وحياديته وعدم الانجرار وراء الصراعات الجانبية بين الكتل السياسية .
وكيف تكون هيئة الاعلام مستقلة وأعضائها يتم اختيارهم وفق مبدأ المحاصصة الحزبية والأدهى من ذلك سيطرة الحكومة على جميع مقدرات هذه الهيئة وتسخيرها بالكامل للإعلام الحكومي المقيد وبالخصوص تبعيتها إلى حزب السلطة وإبراز شخصياته واحتكار الفضائية العراقية لشخص رئيس الوزراء وقيادات حزب الدعوة وعدم السماح لبقية القيادات العراقية السياسية وغير السياسية الاستفادة من منبر الفضائية العراقية وأصبح الإعلام العراقي الرسمي أداة بيد حزب السلطة يوجهه حيث يشاء , والإعلام العراقي الرسمي اليوم يتستر على واقع العراق الحقيقي خوفاً من سطوة الحزب والحاكم .
إن أسلوب عسكرة الإعلام بات السمة الواضحة على برامج الفضائية العراقية ويشاهد المواطن العراقي في كل يوم الناطقين باسم الأجهزة الأمنية يتصدرون نشرات الإخبار ويظهرون على الشاشة بين الحين والأخر ليقدموا تقاريرهم الأمنية البائسة ويظللوا الحقيقة ويوهموا الناس وفي حال تدهور الوضع الأمني يقدمون مبررات واهية لاتخضع لمنطق العقل ويتحدثون دائماً بلغة المنتصر ( ويا محلة النصر بعون الله ) تماماً كما كان يفعل أزلام النظام السابق , وليس غريباً عليهم هذا الأسلوب وجلهم من أيتام النظام المقبور .
إما رئيس الوزراء فهو مراد علم دار العراق حلقاته لاتنتهي وتفرده بالظهور في برامج متعددة ومختلفة الأهداف ومن يخالف القائد العام للقوات المسلحة ورئيس (( الكلشي )) فان مصيره الإقصاء أو الحرمان من الامتيازات والمواقع التي هي حكراً على إتباع الرئيس .
إن على هيئة الإعلام العراقية التحرر من قيد السلطة لان الإعلام في النظام العالمي الحديث يعتبر السلطة الرابعة والمستقلة وعليها إن تعمل بمهنية وحيادية وتسعى لان يكون الإعلام الرسمي منبراً لكل العراقيين للتعبير عن رأيهم بحرية من دون الوقوع تحت تأثير السلطة والسماح لكل القيادات السياسية طرح متبنياتها وإيصال المعلومة للمواطن العراقي بصدق وتجرد .