على الجانب الاخر فان الشيء المؤكد هو رغبة السيد طالباني بالمساهمة والمساعدة في حل المشاكل وتقريب وجهات النظر وتقديم النصح والدفع باتجاه تنازل البعض وارضاء هذا الطرف واقناع تلك الجهة بما لديه من دور ابوي ومقبولية من قبل الجميع وهذا السلاح هو من جعل البعض ينتظر عودة الرئيس لوضع جميع البيض في سلة واحدة عله يتمكن من توزيعه مسلوقا على الجميع كل بما يستحق ويرضى.
الا ان الامنيات والرغبات قد تبقى رهينة الواقع المتخلف الذي تشهده الساحة السياسية العراقية والذي يتجاوز حدود الوطن ورغبة مام جلال في انهاء المشاكل والتغلب عليها وهي مهمة شاقة وعسيرة وتتطلب جهود خارقة ان لم تكن مستحيلة لان مطالب كل الكتل السياسية لا يمكن حلها ولا يمكن تلبية احتياجاتها ففيها خروج على المألوف وخروج على الدستور والقانون والذوق العام .
ان قراءة الواقع اليومي لحركة السيد الرئيس وتوقعاته لما سيتمكن من تحقيقه تشير الى ان بوصلة اهتمامه قد تتركز على تجزئة المشاكل وحلحلتها دون ان يرمي بكل ثقله امام جميع المعضلات لان من المعضلات والمشاكل ما يحتاج الى سنوات لحلها وبالتالي فليس من المعقول ان يذهب مام جلال الى نفق الفشل بارادته ،اضافة الى انه سيستعيين ببعض الكتل السياسية لحل وانهاء بعض المعضلات دون ضجيج وهذه الخطوة هي الاكثر ارتياحا للرئيس المتعب والمنهك وهذه الفقرة الوحيدة التي يمكن القول من تحققها ولدينا فيها شواهد من قبيل المسائلة والعدالة واعادة الضباط وما الى ذلك.
يبقى من نافلة القول ان وجود السيد طالباني امر مهم ومؤثر في المشهد السياسي العراقي وبامكانه احداث التغيير او وقف التداعيات الا ان الشيء المؤكد ان أي شخصية سياسية في العراق ليس لديها قوى خارقة تتمكن من حل المشاكل في زمن قياسي لان بعض هذه المشاكل ترتبط بتوقيتات زمنية وقسم منها يرتبط باجندات خارجية والبعض الاخر له علاقة بالنزعات الشخصية والحزبية وهذه كلها لا يمكن حلها باجتماع او ملتقى وطني لكنها مع ذلك تبقى محاولة بل امر لابد منه وهو ما يفعله السيد الرئيس.