لاشك أن الشباب هم مقياس تقدم الأمم وتأخرها ومعيار رقيها وانحطاطها أن الواقع اليوم يشهد قلة اهتمام من الحكومات والمؤسسات بأعظم ثروة عندها وهي الشباب ، وتجاهل سافر لدورهم مما تسبب ويتسبب في نتائج لا تحمد عقباها للمجتمع كله ولوضع البلاد بشكل عام .
حيث تعد ظاهرة البطالة المنتشرة في العراق من اخطر الملفات التي تؤثر بشكل سلبي على حياة المواطن بعد الملف الأمني ، بل إن موضوع البطالة يكاد يكون هو السبب الأكثر تأثيراً على الوضع الأمني المتدهور الذي يعيشه المواطن العرقي ، حيث إن البطالة هي السبب الرئيس في نمو الإرهاب فبعض الإرهابيين الذين تم إلقاء القبض عليهم اعترفوا بأنهم عملوا بالإرهاب بأرداتهم والسبب كان هو العوز المادي مما جعل المجاميع الإرهابية تستغل هؤلاء الشباب.
يجب على الحكومة الاهتمام بشريحة الشباب ،وتوفير فرص العمل لهم ،وتسخير كل ما من شأنه الارتقاء بهذه الفئة التي عانت الحرمان طيلة سنوات النظام الدكتاتوري ومازالت تعاني حتى يومنا هذا ، فالدور الحكومي لطبقة الشباب يكاد يكون معدوماً والإهمال الحكومي لشريحة الشباب وصل حد تجاهل المبدعين والموهوبين منهم ،على الحكومة إن لا تنسى إن إهمال الشباب ساهم في انفجار الثورات في الدول العربية وقد يحدث هذا في العراق ايضاً .
فالشباب يمثلون عماد المستقبل ، ومن هذا المنطلق تأتي كافة الخطوات الهادفة إلى توعية الشباب بالقضايا الوطنية ،وسبل تعميق مفهوم الولاء الوطني، ودورهم في إحداث التقدم المنشود لبلادهم والإسهام بفاعلية في الدفاع عن وطنهم ،وتفويت الفرصة على الذين يتصيدون بالماء العكر .
فالشباب هم صمام أمان هذا الوطن إذا ما اعتزوا بوطنهم وتمسكوا بولائهم له كثابت من الثوابت التي لا يجب الخروج عنها ،فالعراق بحاجة الى شبابه في كل زمان لاسيما ما يواجهه العراق اليوم من مؤامرات خارجية وداخلية تهدف الى زعزعة امن واستقرار البلاد والمساس بالمنجزات التي تحققت للوطن في ظل العراق الجديد .