رأى رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم ان "عملية اختراق الاجواء الفلسطينية بطائرة من دون طيار يؤشر الى حقيقة باتت واضحة وهي ان كل الادعاءات التي تتحدث عن ان الجيش الإسرائيلي لا يقهر وانه أقوى جيوش المنطقة وانه قادر على الدفاع عن نفسه بكل الوسائل والتقنيات الحديثة ما هي الا تخرصات بعيدة كل البعد عن الواقع".
وفي كلمة له خلال الملتقى الثقافي الاسبوعي امس، أكد رئيس المجلس الاعلى أن "من لايستطيع اكتشاف طائرة بدون طيار وتسير بسرعة بطيئة لن يستطيع بالتأكيد اكتشاف الطائرة الحقيقية عند قدومها فضلا عن الصاروخ"، معتبرا ان "هذا الامر مثّل ثغرة واضحة في بنية الدفاع الإسرائيلي وبرهن على أن هذا الجيش ليس كما يدعي بانه من أقوى جيوش المنطقة، وقبل ذلك فإن المقاومة اللبنانية لقنت هذا الجيش درسا واضحا وأكدت هذه الحقيقة في تموز عام ٢٠٠٦"، مشيراً الى أن "هذا الاختراق يحمل بين طياته رسائل سياسية وامنية وعسكرية لأصحاب القرار في إسرائيل ولاسيما جنرالات الحرب الذين يدقون طبول الحروب في المنطقة ويشيعون الكراهية ويهددون ويلوحون بالحروب مع دول المنطقة, وأضاف إنها رسائل لهم مفادها انه ينبغي عليهم الا يذهبوا بعيدا في زج المنطقة بحروب ومواجهات وانتكاسات تزيد الطين بلة وتدفع المنطقة الى الاسوأ وان يكفوا عن أسلوب التهديد والتلويح باستهداف هذه الدولة او تلك من دول المنطقة, والتعامل من منطلق التعالي مع دول المنطقة وشعوبها", وقال "لقد ولى ذلك الزمان الذي يقف فيه الإسرائيلي
ويتعامل بتحقير ومهانة مع العرب والمسلمين في المنطقة, الشعوب اليوم تستعيد قدرتها وتستعيد وقفتها بوجه هؤلاء الأعداء وسيأتي ذلك اليوم الذي ينتصر فيه الشعب الفلسطيني ويستعيد حقوقه الكاملة".
من جهة ثانية، دعا رئيس المجلس الاعلى الاسلامي الى تشكيل حكومة اغلبية سياسية في العراق يكون فيها تمثيل لجميع المكونات، معتبراً "ان المجلس الاعلى من أكثر القوى السياسية مناداة بمبدأ الشركة في هذا الوطن لأننا نؤمن ان هذا الوطن وطن متنوع فيه القوميات والديانات والمذاهب وفيه القوى السياسية المختلفة وبدون شراكة سيبقى عدم الثقة والخوف وسوء الظن بالآخر هو سيد الموقف"، مضيفاً "لكن السؤال اليوم كيف لنا ان نعبر هذا الوضع المتأزم والذي أصبح يضغط بقوة على عموم المواطنين، كيف لنا ان نوفق بين قناعاتنا المبدئية وبين الحلول الواقعية الممكنة التحقيق على ارض الواقع، نحن كنا وما زلنا وسنبقى منادين ومؤمنين بمشروع الشراكة بين جميع العراقيين في إدارة هذه الدولة ولكن الواقع يفرض علينا أفكارا متجددة حتى لا نبقى ندور في حلقة مفرغة، وقد يكون المخرج من هذه الازمة التي طال أمدها هو الانتقال الى حكومة اغلبية سياسية تستند الى شراكة مكونات والتي يتصدى فيها فريق منسجم من تيارات سياسية مختلفة ومن مكونات متعددة لإدارة شؤون الدولة ويصطف الجانب الآخر الذي يمثل فريقا منسجما برؤية وقراءة أخرى في بناء الدولة وايضا من تيارات سياسية وتوجهات ومكونات مختلفة".