لا تزال اغلب الشعوب تعيش تحت تأثير نظامين مختلفين ؛ نظام دكتاتوري لتوريث الحكم بيد القائد الأوحد او بحكم النخبة ونظام يدعي الديمقراطية (حكم الشعب) وفي كلا النظامين تضع الدول الكبرى مصالحها فوق مصالح وحقوق الشعوب النامية ( النائمة ) او ما تسمى العالم الثالث اصطلاحاّ والمتخلفة اعتقاداّ والنظام الروسي الوريث لحقبة الاتحاد السوفيتي الشيوعي الاشتراكي الذي انهار عام ١٩٩١ بالحرب الباردة مع الولايات المتحدة الامريكية لظهور مجموعة من الافكار التي تبناها الرئيس السوفيتي ميخائيل غورباتشوف بمحاولة ادخال الديمقراطية بعد تدني الاقتصاد وواجه الاعتراض من الادارات البيروقراطية الشيوعية ليتأكل النظام وينهار ويقسم الى دول متعددة وساعد غزو الكويت فسح المجال لأمريكا لقيادة العالم في حرب الخليج في ما يسمى النظام العالمي الجديد الذي يفرض تحالف الشعوب لردع الحكام والحركات المارقة وقبل تلك الفترة كانت الاذرع الامريكية تتمدد لتوحي للسوفيت ان صدام يملك من القوة والجيوش وفي نفس الوقت لصدام ان السوفيت سوف يقفون معه في مجلس الامن الدولي واستمر الحال لتقوم روسيا بنفس الدور بفعل ايحاءات المخابرات الامريكية لكلا الطرفين لتصل الى درجة ان خطاب وزاء الخارجية مدروس ومعد له من الامريكان سلفاّ , والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي حكم لدورتين حسب الدستور ومن ثم سلمها لرئيس الوزراء وبعدها عاد لتسلم الحكم مرة اخرى لا يزال يعيش تلك النزعات التي تؤمن بالنظام الشمولي وحكم النخبة والدكتاتوريات وإنها افضل وسيلة للسيطرة على الشعوب وضمان التحالف مع حكامها الجاثمين على صدر شعوبهم ومع تغيير الانظمة بالربيع العربي والشعورالامريكي والغربي ان المتطرفين الاسلاميين خطر عليها وانها تبحث عن سوق جديد للسلاح فالبديل والعدو المفترض هو الاسلام لذلك كانت داعمة لتتغير العربي وتشغل بنزاعات داخلية ولكن خارطة التحالف العالمية والهيمنة تغييرت بفعل صعود بعض الحركات المتطرفة او تأثيرها على القرار السياسي وعمل الشركات وهذا ما دعى الدول الكبرى للنزول للساحة للدفاع عن مصالحها وتثبيت نفسها في هذه الفترة وما ييحدث في سوريا عبارة عن صراع بين المعسكر الشرقي والغربي ومحاولة بعض دول المنطقة ان تعيد امجادها مثل تركيا او اثبات ذاتها والعراق هو الاقرب لذلك الصراع المصيري ولم يسقر لحد الان بفعل التدخلات الاقليمية بالحكام الخائفين من صحوة شعوبهم وتصاب بالعدوى لتهز عروشهم والتعامل على الاساس الطائفي مع النظام العراقي الجديد بالتخويف من المد الشيعي لتدفع الحركات المتطرفة للتسلق للحكم والتدخل في العراق وربما يكون بعيد عن الحسابات الغربية وخاصة بعد مقتل السفير الامريكي في بنغازي والعراق الذي عاش مراحل تصاعد الفتيل الطائفي في ٢٠٠٦ يدرك شعبه ان العراق يتأثر بالاحداث السورية وزحفها باتجاه العراق وانه محور وفي منتصف العاصفة التي تضرب المنطقة و العرب يطلقون على النظام الجديد في العراق انه جاء( بالدبابة الامريكية) ويتناسون القواعد في اراضيهم وان الدبابات دخلت منها وطبيعة علاقاتهم مع اسرائيل وبذلك تحول العراق من الحلفاء لأمريكا وإن عليها اخراجه من البند السابع وعليها المحافظة على
امواله في البنوك من مطالب الدائنين وفق معاهدة ستراتيجية , وزيارة رئيس الوزراء العراقي لروسيا انعطاف كبير في العلاقات العراقية الامريكية التي خسرت ما يقارب ٤٠٠٠ جندي في العراق وألاف الجرحى وعبرت لاجله القارات ومراهنة لأمريكا بوجودها العسكري والسياسي والاقتصادي في المنطقة والعالم وما تأثير تلك الخسائر على المجتمع الامريكي والضغط الشعبي وخاصة في فترة السباق في الانتخابات الامريكية و الرهان الحرب في العراق وسحب القوات والاقتصاد الامريكي ورئيس الوزراء المتعاقد مع روسيا بما يقارب ٥ مليار دولار ورغم انه تعاقد بما يقارب ١٢.٥ مليار دولار مع امريكا فهذه الصفقة لا ترضي امريكا اقتصادياّ وعسكرياّ ويفهم الامريكان ان النظام لا يعبر عن العلاقات على مدى ١٠ سنوات وقد يربح الروس ورئيس الوزراء صفقة الاسلحة او الدعم لتولي لولاية ثالثة وأكثر ولكن هذا لا يرضى الدول المتحالفة على الحصول على موطيء قدم وحصة في الكعكة العراقية الدسمة وموسكو تتحفظ على الانظمة الجديدة والصفقة تحدي لامريكا بمماطلتها بتسليح الجيش العراقي الا ان الخلل في الاجهزة الامنية واختراقها من قبل الجماعات المسلحة والبعثيين وتأخر منظمومتها ربما يحول تلك الاسلحة بيد الارهاب وشكوك في فساد ونوعية الاسلحة الروسية وبذلك تكون الحكومة العراقية سعت بنفسها للقضاء على النظام السوري بعد اعتقادها دعمه من هذا المجال ليتحول الصراع الى داخل العراق لفرض نفوذ الدول الكبرى و يكون النظام الديمقراطي هو من سعى الى نهايته برجليه ..