ويستبطن هذا العيد معان ودلالات معنوية وروحية عظيمة، لاسيما وان ملايين المسلمين من مختلف اصقاع العالم الاسلامي وغير العالم الاسلامي، يجتمعون في اكبر تظاهرة دينية في بيت الله الحرام، في اطار طقوس ومراسيم يؤديها جميع المسلمين من دون تمييز على اساس الجنس او اللون او القومية او المذهب، وهؤلاء الملايين يجمعهم هدف واحد، وهو التقرب الى الباري عز وجل، والانطلاق في افاق رحبة للتعبير عن اسمى المعاني والقيم الانسانية التي انطوت عليها الرسالة الخاتمة للدين الاسلامي الحنيف التي حمل لوائها النبي الاكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم.
ان المناسبات الدينية، كالاعياد-ومن بينها عيد الاضحى المبارك-تعد فرصا مناسبة لمراجعة الذات والواقع، واصلاح الخلل في منظومة الواقع الحياتي لاي مجتمع، سواء على صعيد السلوكيات، او على صعيد العلاقات الاجتماعية، او على صعيد العلاقة مع الباري عز وجل.
وبالنسبة لنا نحن العراقيين، فأننا نستقبل العيد، كما استقبلنا الاعياد السابقة خلال الاعوام العشرة المنصرمة، ونحن ننعم بالحرية التي تعد نعمة عظيمة، بعد عقود من التسلط والظلم والاستبداد، وننعم ارتباطا بذلك بظروف واوضاع هي في كل الاحوال لايمكن ان تقارن بما كان سائدا في ظل نظام البعث الصدامي المقبور.
وكل ما تحقق من مكاسب ومنجزات، جاءت بفضل من الباري عز وجل وببركة تضحيات ملايين العراقيين المخلصين والشرفاء، والتي لولاها لما انزاح عن صدر العراق كابوس البعث الصدامي.
لم يعد العيد في اجواءه ومناخاته الروحية والدينية والاجتماعية، كما كان عليه في العهد البائد، ولعل السواد الاعظم من العراقيين يستشعرون ويلمسون تلك الحقيقة، ويعيشون مصاديقها في كل مكان.
ولاشك ان فرحة عيد الاضحى المبارك، او أي عيد اخر، ستكون نابعة من النفوس، ومعبرة عن ما يختلج فيها من مشاعر وجدانية، حينما تنفتح المزيد من الافاق السياسية وغير السياسية في العراق، وتنفرج الازمات، وتنحل العقد، وتنحسر اجواء الاحتقانات والتشنجات، ويصبح العراق هو هم الجميع، قبل أي هم او شأن اخر.
امامنا فرص كبيرة وكثيرة، وما علينا الا استثمارها بالشكل الامثل والافضل.