هذا المعرض الذي من خلاله يعاد الوجه الناصع والمشرق للعراق وتاريخه الثقافي عبر كل العصور. وهو الرسالة المهمة التي نستطيع ان نوجهها لجميع شعوب العالم ونكتب فيها (هنا العراق) هنا جمجمة الامة العربية ومنار الامة الاسلامية.
وهنا لااريد ان ادخل في تفاصيل ماقامت به بعض المحافظات من تقديم الطلبات للمنظمات الدولية المعنية في هذا الشأن لتأخذ دور المركز بحجة ان الدولة ومركزها لاتعنيهم ثقافة العراق.
ومن خلال هذا وذاك بدأ الشاعر نوفل ابو رغيف يعمل ليل نهار من اجل تحقيق حلم يعيد للثقافة العراقية رونقها. فحصل على الموافقة الدولية لمعرض بغداد الدولي للكتاب. لانه حق لدولة اسمها العراق وليس حق لمحافظة او اقليم او حزب او طائفة او قومية. لان المعرض في كينونته يمثل ثقافة كل العراق. وبالرغم من قلة الامكانات المادية واللوجستية تمكن الشاعر نوفل ابو رغيف من خلال ايمانه بتحقيق هذا الحلم العراقي. فكان معرض بغداد الدولي الاول للكتاب حقيقة لمسها القاصي والداني، فكان الافتتاح في يوم ٢٥/٤/٢٠١١ ولغاية ١٠/٥/٢٠١١ وكانت هذه الفترة هي من الفترات الطويلة اذا ماقارناها بفترات المعارض الدولية الاخرى.
ان اقامة مثل هكذا معرض هو الدلالة الحقيقية على عظمة المنجز الثقافي في العراق والذي لم تستطع الحروب والحصارات والاحتلال والطائفية والارهاب من قتله وضياعه في مهب تلك العواصف العاتية.
وهنا لابد ان اذكر حقيقة مرة رافقت هذا الجهد الخير، هي ان الكثير من الذين يدعون الوطنية وحب العراق ويحتلون مواقع مهمة في الساحة الثقافية والحكومية ابغضهم هذا الجهد الخير وهذا الانجاز الرائع من قبل دار الشؤون الثقافية العامة متمثلة بمديرها العام الشاعر نوفل ابو رغيف. فعملوا على عدم اقامة هذا المعرض بشتى الوسائل حتى وصل الحال بقسم منهم عندما زار المعرض كتب في سجل الزيارات (المعرض جميل) ولم يعلق بشيء اخر ولم يساهم في دعم المعرض ماديا او معنويا او تكريم الذين عملوا المستحيل من اجل اقامة المعرض. او معرفة العثرات والمشاكل التي رافقت اقامة المعرض. وكيف استطاع الشاعر نوفل ابو رغيف من تجاوزها بصبره وايمانه بنجاح هذا العمل النبيل. وما ان انتهت الدورة الاولى للمعرض بدأ الشاعر نوفل ابو رغيف بالتفكير العميق لايجاد افضل الصيغ لاقامة الدورة الثانية للمعرض وكيف يجب ان تكون بعد ان حققت الدورة الاولى اهدافها واثنى عليها الجميع مسؤولين وغير مسؤولين.
وهنا لابد ان اشير الى اصحاب القرار الرسمي في الدولة ان لايبخلون على اقامة الدورة الثانية لانهم كرماء في صرف المليارات من الدولارات في ابسط المناسبات والمؤتمرات، وكذلك ارجو ان لاتكون (الثقافة) مهمشة في ذهن اغلب المسؤولين والدليل على ذلك قلة ميزانية وزارة الثقافة والتي لاتساوي صرف مبلغ من المال على مؤتمر من المؤتمرات التي تقام خارج وداخل العراق.
كريم راضي العماري