بمناسبة حلول العاشر من محرم واحياء لذكرى واقعة الطف الأليمة نتقدم باحر التعازي الى المولى صاحب العصر والزمان مهدي آل محمد (ص) والى مراجعنا العظام وسائر المسلمين في العام بذكرى استشهاد سيد الشهداء والاحرار الحسين بن علي سبط الرسول (ص) , الذي ثار باسم الدين والانسانية ضد الظلم والجور وضد المتاجرين بالدين لنجاة دين جده الرسول (ص) من التحريف والتضليل ولا رساء حكم الاسلام الاصيل , ليكون بذلك منارة ومرجعا لكل الحركات التحررية والثوار والمقاومين امام غطرسة وهيمنة المستكبرين في عصرنا الحاضر
إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبد
الرسول الأعظم (ص)
مع الحسين كل هزيمة انتصار
وبدون الحسين كل انتصار هزيمة
لأن قصة عاشوراء لم تكتمل فصولها، فإن .. كل يوم عاشوراء، وكل أرض كربلاء
بهذه المناسبة العظيمة نود ان نسرد لكم في هذه الصفحة بعض من أقوال أهم الشخصيات الدينية والسياسية ومجموعة العلماء والمفكرين حول العالم حول شخصية الامام الحسين (ع) وواقعة الطف الاليمة
( في مصادر اهل السنة )
عن ابن عمر قال : قال رسول الله (ص) : الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة , وأبوهما خير منهما عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) مَنْ أَحَبَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ فَقَدْ أَحَبَّنِي وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي
سنن ابن ماجه / المقدمة /مناقب الحسن والحسين / ص٣٦ / ح١٤٣
وعَنْ زَيْدِ بْنِ الارْقَمَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ لَعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ أَنَا سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتُم .
سنن ابن ماجه / المقدمة /مناقب الحسن والحسين / ص٣٧ / ح١٤٥
وقال أبو القاسم البغوي: .. ثنا أشعث بن سحيم، عن أبيه قال: سمعت أنس بن الحارث يقول سمعت رسول الله يقول:
" إن ابني – يعني الحسين – يقتل بأرض يقال لها كربلاء، فمن شهد منكم ذلك فلينصره ". قال: فخرج أنس بن الحارث إلى كربلاء فقتل مع الحسين.
البداية والنهاية – لأبن كثير /ج ٥ / ص ٢١٧/ ط : بيروت – دار الفكر
روى أحمد بن حنبل بسنده أن النبي أخذ بيد الحسن والحسين وقال: (من أحبني وأحب هذين وأباهما، وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة)
عن ابن عمر قال : قال النبي (ص): (( ابناي هذان سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما )) ، عن أحمد بالإسناد عن حذيفة قال النبي (ص)في خبر : (( أما رأيت العارض الذي عرض لي قلت : بلى قال : ذاك ملك لم يهبط إلى الأرض قبل الساعة فاستأذن الله تعالى أن يسلم علي ويبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة )).
الامام الراحل السيد الخميني (قدس سره) : محرر ايران
كل ما لدينا من كربلاء الحسين (ع)
الزعيم الهندي المهاتما غاندي : محرر الهند
لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلابد لها من اقتفاء سيرة الإمام الحسين
ريس مودا كابري : أحد معارضي الاستعمار البريطاني
يقال في مجالس العزاء أن الحسين ضحى بنفسه لصيانة شرف وأعراض الناس، ولحفظ حرمة الإسلام، ولم يرضخ لتسلط ونزوات يزيد ، إذن تعالوا نتخذه لنا قدوة، لنتخلص من نير الاستعمار، وأن نفضل الموت الكريم على الحياة الذليلة
الكاتب الإنجليزي المعروف السير كالرس برسي سايكس ديكنز :
إن كان الإمام الحسين قد حارب من أجل أهداف دنيوية، فإنني لا أدرك لماذا اصطحب معه النساء والصبية والأطفال؟ إذن فالعقل يحكم أنه ضحى فقط لأجل الإسلام ، حقاُ إن الشجاعة و البطولة التي أبدتها هذه الفئة القليلة على درجة بحيث دفعت كل من يقرأها أو يسمعها لأن يثني عليها لا إرادياُ ، لقد اعتمد الحسين على قوّة المنطق ، واعتمد عدوه على منطق القوة ، ولما سقطت قوة عدوه ، انتصر منطق الحسين ، وكان انتصاره ابديا
الكتاب الإنكليزي توماس لايل
لم يكن هناك أي نوع من الوحشية أو الهمجية، ولم ينعدم الضبط بين الناس.. فشعرت في تلك اللحظة وخلال مواكب العزاء وما زلت أشعر بأني توصلت في تلك اللحظة إلى جميع ما هو حسن وممتلئ بالحيوية في الإسلام، وأيقنت بأن الورع الكامن في أولئك الناس والحماسة المتدفقة منهم بوسعهما أن يهزا العالم هزا. فيما لو وجّها توجيهاً صالحاً وانتهجا السبل القويمة ولا غرو فلهؤلاء الناس واقعية فطرية في شؤون الدين .
الكاتبة الإنكليزية/ فريا ستارك..
إن الكاتبة الإنكليزية القديرة فريا ستارك كانت قد كتبت فصلاً صغيراً عن عاشوراء في كتابها المعروف باسم (صور بغدادية) فتقول:
على مسافة غير بعيدة من كربلاء جعجع الحسين إلى جهة البادية، وظل يتجول حتى نزل في كربلاء وهناك نصب مخيمه.. بينما أحاط به أعداؤه ومنعوا موارد الماء عنه. وما تزال تفصيلات تلك الوقائع واضحة جلية في أفكار الناس في يومنا هذا كما كانت قبل (١٢٥٧) سنة وليس من الممكن لمن يزور هذه المدن المقدسة أن يستفيد كثيراً من زيارته ما لم يقف على شيء من هذه القصة لأن مأساة الحسين تتغلغل في كل شيء حتى تصل إلى الأسس وهي من القصص القليلة التي لا أستطيع قراءتها قط من دون أن ينتابني البكاء.
العالم والاديب المسيحي جورج جرداق
•على الرغم من أن القساوسة لدينا يؤثرون على مشاعر الناس عبر ذكر مصائب المسيح، إلا أنك لا تجد لدى أتباع المسيح ذلك الحماس والانفعال الذي تجده لدى أتباع الحسين (ع) لا تمثل إلا قشة أمام طود عظيم وان لحسين ليس شخصاً ، بل هو مشروع وليس فرداً، بل هو منهج .. وليس كلمة، بل هو راية ..
انطوان بارا – مسيحي
لم تحظ ملحمة إنسانية في التاريخين القديم والحديث ، بمثل ما حظيت به ملحمة الاستشهاد في كربلاء من إعجاب و درس وتعاطف ٠ فقد كانت حركة على مستوى الحدث الوجداني الأكبر لأمة الإسلام ، والتي لولاها كان الإسلام مذهبا باهتا يركن في ظاهر الرؤوس ، لا عقيدة راسخة في أعماق الصدور ، وإيمانا يترع في وجدان كل مسلم ٠
السيوطي
يقول السيوطي في كتابه "تاريخ الخلفاء": "لعن الله قاتله وابن زياد ومعه يزيد". باستشهاد الحسين ينطوي الفصل الثالث من سلسلة الغدر بعد استشهاد الإمام عليّ والإمام الحسن ثم الإمام الحسين. وقد يقول بعضهم إن الحسين شهيد الشيعة، وأقول انه شهيد الإنسانية.
لو شاء الحسين أن يعتذر عن الجهاد، لوجد كل الأعذار التي يتوسل ببعضها الناس للتقاعس عنه، وجدها مجتمعة، لكنه رآى الموت له عادة وكرامته من الله الشهادة.
فأعلن الجهاد، وكان ذلك من أعظم إنجازاته.
لياقة علي خان، أول رئيس وزراء باكستاني
لهذا اليوم من محرم مغزىً عميقاً لدى المسلمين في جميع أرجاء العالم؛ ففي مثل هذا اليوم وقعت واحدة أكثر الحوادث أُسىً وحزنا في تاريخ الإسلام. وكانت شهادة الإمام الحسين عليه السلام مع ما فيها من الحزن مؤشر ظفر نهائي للروح الإسلامية الحقيقية، لأنها كانت بمثابة التسليم الكامل للإرادة الإلهية. ونتعلم منها وجوب عدم الخوف والانحراف عن طريق الحقّ والعدالة مهما كان حجم المشاكل والأخطار لقد تمزقت رايته .. ولم تنكس ! وتمزقت أشلائه .. ولم يركع ! وذبحوا أولاده وإخوانه وأصحابه .. ولم يهن !
إنها عزة الإيمان في أعظم تجلياتها
المستشرق الألماني ماربين
قدم الحسين للعالم درسا في التضحية والفداء من خلال التضحية بأعز الناس لديه ومن خلال إثبات مظلوميته وأحقيته، وأدخل الإسلام والمسلمين إلى سجل التاريخ ورفع صيتهما. لقد اثبت هذا الجندي الباسل في العالم الإسلامي لجميع البشر ان الظلم والجور لا دوام له. وان صرح الظلم مهما بدار راسخاً وهائلاً في الظاهر الا انه لا يعدو ان يكون امام الحق والحقيقة الا كريشة في مهب الريح.
الكاتب المسيحي كرم قنصل
سيرة الحسين مبادئ ومثل وثورة أعظم من حصرها ضمن الأطر التي حصرت بها، وعلى الفكر الانساني عامة ان يعيد تمثلها واستنباط رموزها من جديد لأنها سر السعادة البشرية وسر سؤددها وسر حريتها وأعظم ما عليها امتلاكه .
عباس محمود العقاد، الكاتب والأديب المصري:
ثورة الحسين، واحدة من الثورات الفريدة في التاريخ لم يظهر نظير لها حتى الآن في مجال الدعوات الدينية أو الثورات السياسية. فلم تدم الدولة الأموية بعدها حتى بقدر عمر الإنسان الطبيعي، ولم يمضِ من تاريخ ثورة الحسين حتّى سقوطها أكثر من ستين سنة ونيّف.
الدكتور عايض القرني من السعودية يرثي الحسين (ع) :
بكى البيت والركن الحطيم وزمزم
ودمع الليــالي في محـاجرهـــا دمُ
وشق عليك المجـد أثـواب عــزة
ووجه الضحى من بعد قتلك أدهـمُ
و ياليت صدري كان دونك سـاتراً
به كــل رمــح من عــداك يُحــطّمُ
أُصبنا بيوم في الحســين لـو أنـه
أصاب عروش الدهر أضحت تُهدّمُ
لنا كربلاء المجـد ذكــرى عـزيـزة
يجــددهـا قلـب ورأس ومعــصـمُ
محمد زغلول باشا، قال في تكية الإيرانيين في مصر:
لقد أدى الحسين عليه السلام بعمله هذا، واجبه الديني والسياسي، وأمثال مجالس العزاء تربّي لدى الناس روح المروءة، وتبعث في أنفسهم قوّة الإرادة في سبيل الحقّ والحقيقة.
عبدالرحمن الشرقاوي، الكاتب المصري:
الحسين شهيد طريق الدين والحريّة، ولا يجب أن يفتخر الشيعة وحدهم باسم الحسين عليه السلام، بل أن يفتخر جميع أحرار العالم بهذا الاسم الشريف .
أحمد محمود صبحي : ممثل ومخرج مصري
وإن كان الحسين بن علي عليه السلام قد هزم على الصعيد السياسي أو العسكري، إلاّ أن التاريخ لم يشهد قط هزيمة انتهت لصالح المهزومين مثل دم الحسين. فدم الحسين تبعته ثورة ابن الزبير، وخروج المختار، وغير ذلك من الثورات الأخرى إلى أن سقطت الدولة الأموية، وتحول صوت المطالبة بدم الحسين إلى نداء هزّ تلك العروش والحكومات .
لبيب بيضون: من كتابه (خطب الإمام الحسين على طريق الشهادة)
١- ما أظن أن إنساناً في مسرح التاريخ والبطولة، استطاع أو يستطيع أن تكون له مثل هذه الكفاءات العالية، والمواهب الفريدة النادرة.. غير الإمام الحسين (عليه السلام) ليمثل هذا الدور الجوهري الخطير في قيادة حركة الإيمان وإحياء دعوة الإسلام.
٢- إن دروس الحسين (عليه السلام) دروس عميقة بالغة الأثر والتأثير، تعلمنا – إضافة لدروس التضحية والبطولة والفداء أن ننظر إلى الأمور نظرة بعيدة مديدة، عميقة محيطة مترامية، فيكون جهادنا وفداؤنا قرباناً للأجيال المتحدرة والأحقاب المتلاحقة، لا أن يكون قرباناً عابراً، يستهدف اللحظة الراهنة
هاشم معروف الحسيني: من كتابه (من وحي الثورة الحسينية)
١- إن ثورة الحسين كانت الوهج الساطع الذي أضاء المسالك لمن أراد المسيرة بالإسلام في طريقها الصحيح والمرآة الصافية للتخلص من الحاضر الذي كانت تعيشه الأمة ومن واقعها الذي كانت ترسف في أغلاله.
٢- لقد كان الحسين الوارث الوحيد لتلك الثورة التي فجرها جده الرسول الأعظم على الجاهلية الرعناء والعنصرية والوثنية لإنقاذ المستضعفين في الأرض من الظلم والتسلط والاستعباد .
محمد جواد مغنية: من كتابه (المجالس الحسينية)
١- إن الحسين عند شيعته والعارفين بأهدافه ومقاصده ليس اسماً لشخص فحسب، وإنما هو رمز عميق الدلالة، رمز للبطولة والإنسانية والأمل وعنوان للدين والشريعة والفداء والتضحية في سبيل الحق والعدالة.
٢- دماء كر بلاء لم تكن ثمناً لحرية فرد أو شعب أو جيل بل ثمناً للدين الحنيف والإنسانية جمعاء ثمناً لكتاب الله وسنة الرسول ومن هنا كان لها ما للقرآن والإسلام من التقديس والإجلال
الشيخ أحمد بدر الدين الحسون : مفتي حلب الأكبر
(يوم عاشوراء) هو يوم تجدد المواقف بين الحق والباطل انتصر الله فيه بالحق على الباطل بموسى على فرعون وبالحسين على يزيد وهو فرعون هذه الأمة .
الشيخ كمال معاش :من كتابه (الحسين ريحانة النبي ـ بطل الإسلام الخالد)
إن الحسين (عليه السلام) لم يكن رجل حرب أو مجرد بطل مواقف وميادين فحسب، بلن نتج عن نهضته الرائدة مسيرة عبا دية جهادية سياسية ظلت في ظل مبادئ مقدسة مستوحاة من روح نصوص الشريعة الإلهية .