الناس قبل السياسيين اعلنوا صراحة أن تحشيد البيشمركة والقوات المسلحة الاتحادية في المناطق المتنازع عليها خطأ في خطأ , بل إنهم عدوّه امرأ خطيراً وسياسة فاشلة ,وحين عاد الطرفان الى الاتفاقات السابقة استبشروا خيراً او ان الامل مايزال قوياً في التوصل الى تسويات للمشاكل .
ولكن اثيرت المخاوف مجدداً حين فشلت الجولة الأولى ,ولاسيما إن حدة التصريحات ارتفعت والتلويح بالتصدي كل منهما للآخر فيما لو تجاوز كذا.. ان الذين اطلقوا التهديدات والتلويح بالقوة قد درسوا الواقع ووضعوا خططهم والأخذ بالحسبان الاحتمال الأسوأ ، وهو المباشرة بالحرب , وهم يدركون ما يفعلون ,ولاشك إن الأمور عندما تصل الى هذه الدرجة يصعب التحكم بكل ظروفها وعوامل التأثير فيها ، فقد يشعل فاقد لأعصابه ما لا ينفع معه الندم ،فأي إجراء من محتقن ومسيء للتقدير قد يؤدي إلى حرب تعيدنا إلى أجواء الأنظمة السابقة وتجاربها الفاشلة وانكساراتها ومخازيها ,والاهم ان وقود الحرب وأدواته أبناء شعبنا بكل مكوناتهم وخيراتهم وبيوتهم واراضيهم . للاسف ترِكت القضايا تتراكم وتتفاقم طيلة السنوات العشر الماضية من دون حل , فتشابكت وتعقدت وازدادت سخونة بلا مبرر حقيقي ,وذلك في مراهنة خاسرة على الزمن لتسويتها, لو لجأ الطرفان إلى الحوار الجاد والمعمق لما وصلنا الى مانحن فيه من اخطار . فالبعض يخشى تقديم التنازلات ويستخدم الأزمات لتحقيق مكاسب سياسية وإطالة أمد امتيازاته ، وواقع حاله . فنراه دائماً يقوض الثقة ويخيف الشركاء والحلفاء بدلاً من ترميمها وتمتين عراها وبناء وشائج قوية بين فئات شعبنا . الخشية لدى الشعب وبعض السياسيين من انفلات القضايا من عقالها فيقع التصادم او الحرب دفعهم هذا إلى إدانة ما يجري الآن على الأرض واستنكار اي تلويح وتهديد باستخدام الحلول العسكرية , وحذروا المسؤولين من النهج المغامر والمقامر بالعملية السياسية الديمقراطية والسلمية ودعوا الى قطع الطريق عليهم . اليوم نلمس رأي اغلبية المواطنين بالرفض للحشود العسكرية والسعي الى الحفاظ على ما أنجز على الرغم من ضآلته ، وإيضاح مآسي هدر الدم العراقي وسفكه لمطامع ومطامح في سلطة لن تدوم..