لا زالت تداعيات ازمة المناطق المختلطة وفق تعبير المركز والمناطق المقتطعة وفق منطق اقليم كردستان ومن قبل كانت تسمى المناطق المتنازع عليها تتفاعل بشكل متناقض ومتسارع، ففي الوقت الذي تعلن الكتل السياسية المتخاصمة وهما دولة القانون والتحالف الكوردستاني صباحا عن الوصول الى توافق في حل الخلافات من خلال الحوار والالتزام بالدستور والتوافقات تعود هذه الكتل مساءا الى اعلان حالة الطوارئ ورفع درجة الانذار الى فوق الدرجة البنفسجية والتهديد باستخدام القوة وكلا يتهم الطرف الاخر بخرق الهدنة او السعي للاقتتال وتبقى حالة الترقب هي الموقف السائد بانتظار من يطلق القذيفة الاولى واعلان البيان رقم واحد.وحالة الاحتراب والاستفزاز التي طغت على مجمل الاحداث على مستوى الساحة السياسية العراقية في الوقت الراهن والتي يحمل لوائها دولة القانون والتحالف الكردستاني ليست وليد الاحداث الاخيرة بل هي نتيجة لتراكمات و افرازات لمشاكل سابقة متعددة لم يتم حلها او تم ترحيلها من فترات زمنية بالية.
كما ان طبيعة توجيه الصراع والاتهامات المتبادلة وتوقيتاتها وتبادل الادوار فيها يجعل المتتبع يضع اكثر من علامة استفهام امام حقيقة الصراع والجهات التي تقف وراءه والغايات المعلنة والغيبية التي تحرك هذا الفكر العدواني والساعي بجموح الى اشعال نيران الاقتتال بين الاشقاء رغم ان ما يحدث امر مستنكر ومستهجن من القوى الخيرة ومن قبل المرجعية الدينية في النجف الاشرف ومن قبل غالبية ابناء الشعب العراقي اضف الى ذلك حالة التوجس من طبيعة الاستقطاب الكبيرة من قبل طرفي الصراع ومثل هذا الاستقطاب لا يمكن انكاره فعلى جبهة التحالف الكردستاني نجح هذا التحالف في توحيد صفه وفضل الخيار القومي على الخيار الوطني بل انهم مزقوا بكل صلافة ثوب الوطن الذي اطعمهم من جوع وأمنهم من خوف واستبدلوه بقميص الاقليم رغم قصره وعجزه عن تغطية اعطاف ابناء الاقليم،من جانبه نجح المالكي باستقطاب اطراف سياسية ونخب وتجمعات عشائرية ومعروف ان مثل هذا الاستقطاب يدفع الجميع نحو الحافات الخطرة والنقاط الحرجة واضعاف فرص ايجاد حلول سلمية او حلول توافقية تتلاشى فيها خسائر الطرفين.
واسوء الاستقطابات عندما تكون هذه الاستقطابات خارجية لان دخول اطراف دولية على خط الصراع المحلي سيعقد المشكلة ويدفع بها باتجاه الانفجار لان الاطراف الخارجية لا تبحث عن مصالح الشعب العراقي بقدر اهتمامها بمصالحها واصحاب هذا الراي لا يستبعدون دخول تركيا وقطر على خط الازمة في الوقت الراهن مع اقليم كردستان ليس من اجل سواد عيون اقليم كردستان، فتركيا لا زالت تحتفظ بسطوتها وجبروتها ولا زالت حتى اليوم تستبيح دماء الكرد في جبال قنديل القريبة من معاقل السيد مسعود بارزاني ولا زالت تنظر الى الكرد على انهم مواطنين من الدرجة الثانية ولا يحق لهم حتى رفع صوتهم في حضرة السلطان العثماني الا ان تركيا وبدفع وتمويل من مؤسسة قطر للارهاب والعدوان اتفقت كلمتهم على زعزعت الامن في العراق وفتح جبهه جديدة اضافة الى جبهة الارهاب والعزلة وهي جبهة الصراع بين بغداد والاقليم .
ان المتخوفين من الاستقطاب الخارجي لا يستبعدون وقوف تركيا وقطر وراء التصعيد بين المركز والاقليم خاصة كلما تعقدت الاوضاع في سوريا وهؤلاء يعتبرون ان وقوف العراق الى جانب الشعب السوري ورفض التدخل الخارجي في شؤونه لن يكون دون مقابل ودون تضحيات ولهذا فانهم يعتقدون ان على الشعب العراقي ان يستعد لاسوء الاحتمالات في ظل صعود الاقليم في سفينة الاتراك ونعمة الشيخة موزة.