ان مايقوم به رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من اعمال وتصرفات ومواقف تساعد على تازيم الموقف السياسي وجر البلاد الى اتون الحرب الاهلية واحياء الروح الطائفية التي كلفت العراقيين الكثير من الخسائر بالارواح عامي ( ٢٠٠٥ ــ ٢٠٠٦ ) من خلال خلق ازمات غير مبررة لشد انتباه الناس وحرف الراي العام وتضليله لابعاده عن النظر في ملافات الفساد الكثيرة التي اثيرت على اعضاء في حكومة ائتلاف دولة القانون وعلى راسها ملف الفساد في صفقة السلاح الروسية .
ويبدو ان المالكي ليس لديه بعدا استراتيجياً في تحريك الملفات فبالوقت الذي فتح جبهة مع اقليم كردستان ادت الى تصدع التحالف الاستراتيجي بين الاكراد والشيعة وتصدع وتفكك التحالف الوطني الشيعي والتي قد تصل الى وقوع حرب داخلية بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم . ووقوع مثل هذه الحرب يعيد ذاكرة العراقيين الى ماحصل في سبعينيات القرن الماضي عندما هاجم صدام الشعب الكردي وقتله بدون رحمة , وهذه المرة ستكون النتائج عكسية لوجود فارق كبير في موازين القوة بين المركز والاقليم .بالوقت نفسه يفتح جبهة مع الشريك السني والذي نجح في تقكيك صفوفه عاد وخلق ازمة قد تعيد لهذا الشريك الشرس وحدته وتخندقه للوقوف بوجه الحكومة والمطالبة برفع الثقة عنها .
والمالكي بدلاً من ان يجد سبيلاً لحل الازمة مع الاقليم وخصوصا بعد تردي الوضع الصحي لصمام امان علاقة المالكي مع الكرد الرئيس جلال الطالباني والذي قد يفتح باب واسع من الخلاف حول من هو البديل عمد الى التحرش بالمنافس الوديع والذي لم يكن ندا له في فترة النزاع بينه ولبين القائمة العراقية التي ينتمي لها ليفتح بذلك ملف اخر يغطي به على تداعيات ملف الازمة بين المركز والاقليم و ملف غياب الرئيس.
ان مايحصل من مجموعة ازمات سياسية مفتعلة الهدف منه السيطرة الاكبر على مقاليد الامور وهذه السياسة لاتحمل الا تاويلين .. الاول التغطية على اخفاق الحكومة في ادارة البلاد وتراكم ملفات فسادها.. والثاني الدعاية الانتخابية من وجهة نظر الدكتاتور .
لقد اثبت المالكي انه رجل مريض بسبب معارضته للنظام السصابق واحتكاكه معه مما ادى الى انتقال عدوة الدكتاتورية منه اليه وهذا المرض العضال سيؤدي الى اما سقوط المالكي السياسي من خلال اصوات العراقيين الانتخابية او انهيار العملية السياسية مما يؤدي الى نشوب حرب اهلية في العراق وقودها الناس والبنى التحتية للبلاد .
ان على الكتل السياسية وبالخصوص الشيعية ان تعي جيدا ان المالكي يجر بالبلاد الى الهاوية ويقامر بمستقبل العملية السياسية ويثبت يوما بعد يوم ان الشيعة لم يكوموا موفقين حين بسطت لهم وسادة خكم العراق .