المسيرة الاربعينية التي تجمع على درب الحسين ع كل عام قرابة الـ ١٥ مليون عراقي من شتى الطوائف وشرائح المجتمع شيعة وسنة ومسيحيين عرباً وأكراداً, ربما كانت هذه المسيرة فرصة للحكومة العراقية في مد خطوط التواصل مع المواطنين, وذلك عن طريق وضع صناديق للشكاوى والاقتراحات في كربلاء تكون الامانتان العامتان الحسينية والعباسية المقدستين او أي جهة حكومية هي المسؤولة عنها , لتُنقل ما ستحويه هذه ال...صناديق من شكاوى واقتراحات يدلي بها المواطنون الى المعنيين في الحكومة وبشكل مباشر, فلاتضيع رسائل المواطنيين في اروقة الروتين والمسارات المشبوهة التي افقدت الكثير من العراقيين الثقة بالمسؤولين وخلقت حالة من القطيعة بينهم, فتكون تلك الصناديق بمثابة خط مؤمّن للاتصال وبالتالي إثراء الحكومة بمقترحات المواطنين الذين هم في صميم الواقع الذي نسعى الى تطويره ولاشك ان هذه الاقتراحات ستكون بناءة للطاقات المودعة في الشخصية العراقية وقدرتها على التطوير والابداع.
ومن جهة فان وضع الصناديق في كربلاء واثناء الزيارة الاربعينية لهو دور اضافي في قيمة هذه الممارسة حيث ان هذه الملايين التي تقوم في حال تدوينها للاقتراحات والشكاوى بزيارة الامام الحسين ع تكون في حال استلهام من الامام الحسين عليه السلام وثورته العملاقة, فتاتي كتاباتها مضمخة بالحرص والمواطنة الصالحة التي استلهمتها.
كما واتمنى من الحكومات المحلية استغلال هذا الحشد المليوني في ممارسات تعكس الوجه الحضاري للشعيرة الحسينية وتضفي الجمالية على مدينة الحسين ع من خلال اعطاء كل زائر شتلة يزرعها على قارعة الطريق او تشكيل مواكب خدمية تكون وظيفتها تنظيف الشوارع الرئيسية والعامة التي يمر بها زوار الحسين, كما وأنوه الى ضرورة التاكيد على الجانب الاهم في الزيارة وهو الجانب العبادي والاخلاقي في الحفاظ على حرمة الطريق وعدم الاختلاط، وأن ينشغلوا أثناء مسيرتهم لزيارة الإمام عليه السلام بقراءة القران والأدعية والمحافظة على أوقات الصلاة، والحفاظ على حرمة البيوت التي يدخلونها للأكل أو الاستراحة وان يبتعدوا عن المزاح، وأن مسيرهم للحسين عليه السلام هو ليس جولة ترفيهية بل هي مسالة عقائدية يجب الحفاظ عليها.