يوازي ذلك تأهب مسبق لتخوين الاخر وتسقيط كل من يصدر عنه ولذلك ظلت معظم اختلافات المجتمع تراوح في منطقة الـ (لا حل) وتنفجر بين حين وأخر، و أحد الاسس التي قامت عليها منطقة الـ ( حل ) فقه التكفير الذي يتسع حتى يصل الى القتل على الهوية والانتماء وهو ما يظهر خصوصا في مواسم عاشوراء وزيارات مراقد اهل البيت (ع ) .
مجاهدو التكفير الذين يقتلون ويفجرون ويخربون لا ينحسروا في زمرة من ( الجهاديين الاصولين ) الذين ينتحرون بأجسادهم النتنة وسط المدنيين بل عندهم اتباع ولهم مؤيدون وكل اولئك يستند الى فقه ( ائمة ) ورأي علماء قدامى ومعاصرين وهذا الواقع التكفيري من استراتيجية حركته دعم الاختلافات بين المسلمين لتتفجر حروباً اهلية وفتناً دامية ، لكنه واقع من ضمن الحقائق التي لا يسلط الضوء عليها اما دعماً له لغرض استثماره سياسياً او هي اطار النقاش المذهبي الذي غالباً ما يبتعد عن ضوابط العلم وأخلاقيات الحوار فيتحول الى صراع من اجل الصراع اومن اجل الارتزاق و اما هروباً منه خشية تفاقم هذا الواقع المأزوم الى ما هو أسوء .
معظم الاختلافات التي تتعايش معها مجتمعاتنا مفخخة و لا ينبغي الهروب منها . خرجت عن دائرة الدين لأغراض سياسية فاسدة ، ولم يجلب للمسلمين سو الاستبداد والانحطاط والفقر والتخلف وان أول الخاسرين في صراع الاختلافات هذه قيم العدل والسلام والفضيلة التي دعا لها الاسلام والتي ما افتقدتها أمة إلا كان مصيرها الضياع وضياع الانسان والحياة .