في سابقة خطيرة غير مألوفة سابقاً في واقع مجتمعنا العراقي من قَبل ، بقيام مجموعة ضالة من تنظيم القاعدة وحزب البعث المنحل المندسين مع المتظاهرين في المناطق الغربية من العراق ، وما رافقه ذلك من أعتداء على مجموعة من شيوخ عشائر الجنوب والفرات الاوسط الذين قدموا الى محافظة الانبار من أجل التهدئة ونقل مطالب المتظاهرين الى الجهات الرسمية من حكومة وبرلمان وتعرضوا الى الضرب بالقناني والحجارة والقنادر وهتف المتظاهرون بشعارات طائفية مسيئة . أن ما حدث في الانبار من أشكاليات وخروقات حدثت بتوجهات وأجندات أقليمية ومحلية تحاول أعطاء هذه التظاهرات طابعاً طائفياً مستغلة ما يشهده الشارع العربي من أجواء ألقت بظلالها على عموم المنطقة العربية . أن ما صاحب هذه التظاهرات من أمور قد لا تنسجم مع السياقات العشائرية السائدة في العراق من أكرام الضيف واحترامه حتى ولو أساء في دارك أو أسيء عليه أحد في دارك فأنك أنت المسؤول بالمطالبة بأخذ الحق من الذي أعتدى على ضيفك ، وعلى العشائر التي ينتمي اليها النفر الضال من المتظاهرين الذين أساءوا الى شيوخ عشائر الجنوب والفرات الاوسط بسحب البساط من تحت أقدامهم أي أن (( يذبوهم )) بالمصطلح العشائري ويكون دمهم مهدور لان الاعتداء ليس على عشائر الجنوب والفرات الاوسط بل الاعتداء على كل محافظة ألانبار بعشائرها والخيرين فيها .
أن التدخل من قبل شيوخ عشائر الجنوب والفرات الاوسط على خط الازمة الراهنة في البلاد جاء بمسعى لاحتوائها وأيجاد الحلول لها خشية خروجها عن السيطرة الذي يسعى البعض أن تحصل حالة التشنج الطائفي للوصول الى قرع طبول الحرب الاهلية مستغلا تلك التظاهرات . فالذين يسعون بهذه التصرفات ليعيدوا مجدداً الى الاذهان الحرب الاهلية التي شهدها العراق وبلغت أوجها في عام ٢٠٠٦ وكيف حصدت أرواح الالاف من العراقيين ، فهل تقرع طبول الحرب الاهلية مرة ثانية ؟!!! وهل يجد الشعب العراقي نفسه مضطراً للدخول الى ساحة الحرب التي يريدونها ؟!!! بل قد تفرض عليه . أكيد أن الشعب العراقي لا يريد الحرب ولا يتمنى قرع طبولها ولكنه بالوقت نفسه يعمل على أفشال المخططات الخارجية والمشروع الامريكي الصهيوني وأحباط نيات تركيا التوسعية . ولكن الحرب أن حدثت ستعيد العراق سنوات الى الوراء والحقيقة أن الحرب لاتجلب الا الخسائر ، وعلى كافة طوائف المجتمع العراقي أن تتكاتف من أجل مستقبل أفضل للعراق بعيداً عن المشاحنات والتعصبات الطائفية والا تترك الفرصة أمام الايادي الخارجية والضالة للعبث بمقدرات هذا البلد المحتاج الى الاستقرار واعادة بناء الدولة ، وعلى القادة السياسيين تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية والحزبية والطائفية والابتعاد عن لغة الاقصاء وهو الاسلوب الذي أعتمده النظام البعثي المقبور في معاملته مع القوى السياسية المعارضة له .وأن لا نجعل البديل هو زج العراق في حرب أهلية ـ طائفية تقضي على ماتبقى من مقدراته وتتيح فرصة ذهبية للتدخل الخارجي هدفه الاساسي الا تقوم لهذا البلد قائمة مرة أخرى من خلال نشر الفوضى وانعدام الامن وبث التفرقة بين أبناء الوطن الواحد ويصبح المواطن هو الخاسر الاكبر من أستمرار الانفلات الامني ، بعد أن بدأ العراقيون يتنفس الصعداء في أعقاب أنتهاء الحرب الاهلية الاولى .