ان المطلع على المشهد السياسي في العراق بعد سقوط النظام السابق يتلمس طبيعة التوازنات التي حصلت قبل ٢٠٠٩ حيث التحالف الكردي الشيعي كان قويا والتوافق السني الشيعي ساهم في القضاء على الطائفية والأرهاب , واتسمت المرحلة الأولى برفع شعار الشراكة الوطنية والذي ساهم هو الأخر في قطع الطريق امام المغرضين الذين كانوا يحاولون تفكيك لحمة الشعب العراقي الواحد وساهم ايضاً في رفع كل المبررات الداعية الى تقسيم العراق على اساس مذهبي او قومي .
وبعد كل هذا المخاض العسير نلاحظ ان الوضع السياسي في العراق تراجع بشكل ملحوظ بسبب الخلافات بين الكتل السياسية المشاركة في العملية السياسية وخصوصا الأساسية منها.
في هذه الأسطر لا نريد الخوض بالتفاصيل اكثر ونريد ان نعدد المواقف المفروض اتخاذها لعودة الأستقرار الى الأوضاع السياسية في العراق وعدم السماح للأجندة الخارجية اللعب بمقدرات الشعب المظلوم .
الشيعة في العراق يمثلون الغالبية العددية بالنسبة للأكراد, والسنة العرب , وبامكان القيادات السياسية الشيعية ان تعيد المياه الى مجاريها اذا التزمت في تنفيذ الخطوات التالية :
* الحفاظ على تماسك وحدة الموقف الشيعي ونبذ الخلافات الجانبية وتقوية التحالف الوطني وإعطائه المساحة المناسبة للتدخل في حل الأزمات وقبول المبادرات التي يطرحها قيادات التحالف وبالخصوص مبادرات السيد عمار الحكيم التي اثبتت انها السبيل الوحيد للوصول الى حل الأزمام وعلى راس هذه المبادرات ( الجلوس على الطاولة المستديرة ) .
* محاولة التأثير على الطرف الكردي لأعادة التحالف الشيعي الكردي بقوته السابقة لحفظ التوازن السياسي والأجتماعي لأن وجود علاقة استراتيجية بين الأكراد والشيعة يقلل من فرص تمادي السنة في العراق والذين يطمحون بالعودة الى التصدي للحكم رغم انهم اقلية .
* على الحكومة العراقية ان تقوم بتلبية المطالب المشروعة للمتظاهرين لقطع الطريق امام من يحاول استغلال هذه الفرصة لتقسيم العراق وتحقيق مصالحه الخاصة وهذا الأمر يساهم في اعادة التوافق في الموقف بين السنة والشيعة ويحفظ وحدة العراق.
* الخطوة الرابعة هي الجلوس على طاولة الحوار ونبذ الخلافات والسعي الى بناء البلد وتحقيق الأمن والأستقرار الأقتصادي وتوفير الخدمات , وبالمقابل ايضا فتح نافذة الحوار مع الدول المجاورة التي لها علاقة في تاجيج الأوضاع الداخلية في العراق بحجة الدفاع عن مكون معين او بسبب الحفاظ على مصالحها امثال ( تركيا – قطر – السعودية – الأردن – الكويت ) ويمكن للعراق ان يلعب دور مهم في هذه المرحلة وهو مايحسب للتصدي الشيعي لسدة الحكم .