١- لم يستهدف الارهاب ابتداءاً الاحتلال او القوات الاجنبية، كما كانوا يقولون.. بل استهدف اساساً منذ يومه الاول اتباع اهل البيت (ع).. وايضاً الاخرين الذين يرفضون الارهاب، سواء اكانوا سنة او اكراداً او مسيحيين او تركماناً او ازديين او صابئة او من الشبك والفيليين.. ورسالة الزرقاوي الاولى قبل عشر سنوات تقريباً واضحة.. فكان استهداف شهيد المحراب قدس سره من اولى تلك الاعمال التي ارادت القضاء على الرموز الاساسية، واثارة الخوف والرعب في قلوب الناس.. واستمر القتل في كل يوم وبكل الوسائل الوحشية.. فهل خارت قوى الشعب؟ وهل انسحب من الميادين والشوارع والمناسبات؟ ام ازداد حضوراً ومشاركة وعناداً.
٢- يستهدف الارهاب اثارة النعرة الطائفية وتخريب العملية السياسية والمصالحة الوطنية التي ارادت انهاء اي شكل من اشكال المليشيات، او بناء المنظمات المسلحة بعد انتهاء مبرر وجودها، سواء كامتداد لمحاربة النظام السابق او بعنوان المقاومة.. فوقفنا مع كل جهد قامت به الحكومة والقوى السياسية من اجل الحوار ولتطبيق البرامج المناسبة.. وتحقيق المطالب المشروعة وتجاوز الاشكالات وبناء الثقة بين الاطراف.. وعارضنا كل السياسات والاجراءات التصعيدية، سواء صدرت من هذا الطرف او ذاك، والتي تتجه لغير الحلول القانونية والعقلائية والسلمية.. ومعالجة المظالم التي يعاني منها المواطنون..وتلبية المطالب العادلة دون تسويف او تبرير.
٣- تكشف قدرة تنفيذ هذا العدد من العمليات في يوم واحد، واماكن متقاربة في العاصمة، عن وجود خلل جوهري في الخطة الامنية، رغم تضحيات افراد القوات الامنية والقدرات العظيمة الموضوعة في تصرفها.. كما تكشف عن الاثار السلبية التي تتركها الخلافات السياسية، والتخبط وفقدان اتجاه البوصلة وترتيب الاولويات، وتعطل وارتباك اداء الدولة، وازدياد اعداد العاطلين، ونقص الخدمات وانتشار الرشوة والفساد.. بما يصب بمجمله لمصلحة الفوضى والاحتقان والاحباط.. والتي هي البيئة المناسبة لنمو الارهاب وتطوره.
الارهاب وباء يصيب الجميع.. وقتل جماعي غير مسبوق.. لا مثيل له في اي بلد اخر بهذه الوحشية والرتابة. وان الاتحاد في موقف، سليم ومتكامل لا لبس فيه لمقاومته ودحره، يجب ان يقدم على اي موقف اخر.