تعودنا ومنذ نعومة أظافرنا ونحن في بيوتنا أو على مقاعد الدراسة على هز الرأس والجواب بنعم فقط ، وقد وجدنا أستراحتنا من خلالها لان كلمة نعم تكفيك شر البحث عن أجابة أخرى لترضى غرور الطرف الاخر وتجعل العقل يستمر في سباته ولا يتحمل عناء ما وراء أل (لا ) .فعندما نريد أن نقول (لا ) فلابد أن نقول رأياً أخر وعندما نريد أن قول رأياً أخر لابد أن تكون مقنعاً وكي وتكون مقنعاً لابد أن تكون مثقفاً ، وكي تكون مثقفاً لابد من القراءة والاطلاع والبحث والتكفير ، وبعد البحث والتفكير ولكي يعيش شعب العراق حاله حال شعوب العالم المتطورة والابتعاد عن الازمات والتناحرات الطائفية وتحشيد الشارع بين الحين والاخر بأتجاه هذا الطرف بدعاوي طائفية قد تتحول الى حرب أهلية تسىء الى السلم الاهلي ،والمطالبة بمطالب غير دستورية بدوافع وأجندات خارجية ومحلية منها أقالة حكومة نوري المالكي وهو أنقلاب على النظام السياسي الجديد وعلى الدستور ، أو الذهاب الى تكوين أقليم سني في المناطق التي تسكنها غالبية من الطائفة السنية وعلى الرغم من ان الدستور قد أتاح تكوين الاقاليم التي تسعى اليها بعض الاطراف المحلية والاقليمية ودولية لتنفيذ أجندات صهيونية هدفها أضعاف العراق وتقسيمه الى دويلات على أساس قومي وطائفي كما هو المعلن من مشروع بايدن الذي يدعو الى تقسيم العراق . وعلى الرغم من أننا نرفض رفضاً قاطعاً ان يقسم العراق ، ولكن كما يقال (( لا باليد حلية )) لان الذين يدفعون بالعراق الى هذا المشروع بدعم أقليمي ودولي هم بالاساس يريدون الوصول الى الحكم بكل السبل متمسكين بهذا المبدأ من عهد السقيفة وقد نبه عن ذلك السيد عبدالعزيز الحكيم (قدس) حينما دعا الى أنشاء الفيدرالية في تسع محافظات غالبيتها شيعية وقد رفض رفضاً كبيراً بحجة انه يقسم العراق ولكنه قد قرأ مستقبل العراق هكذا لكي يعيش الشعب العراقي بامن وامان من الطامعين والقتل والارهابيين والبعثيين اصحاب المشاريع التسلطية والانقلابية والدكتاتورية .أن ما يحدث من جرائم قتل وترهيب وازهاق للارواح الابرياء في مناطق معينة من العراق هو أيصال رسالة الى الشعب العراقي برغبتهم بالحكم والتسلط على رقاب الشعب العراقي . ولكي يعيش الشعب العراقي في ظل حياة كريمة بعيدة عن الشد الطائفي والتناحرات على السلطة وعلى الرغم من أننا لا نسعى الى هذا الرأي ولكن الواقع يفرض نفسه للمحافظة حياة الشعب العراقي وعلى ما حققه من منجزات فان اعطاء السنة اقليم وفق المواد الدستورية للمحافظات الراغبة بذلك هو السبيل الوحيد الذي ينقذ الشعب العراقي من الكوارث والحروب وان تحقق ذلك وفي قراءة مستقبلية لهذا الاقليم سيواجه مشاكل منها ظهور النزاعات الاستيلائية على السلطة في الاقليم ،وظهور جماعات مسلحة كارثية تحاول تدمير الاقليم ، وظهور التناحر القبلي والعشائري على الحصول على السلطة وتفضيل المصالح الشخصية والحزبية . وما خطابات الجمعة الاخيرة هو خير دليل على طائفية التظاهرات وليس المطالبة ببعض المطالب ، وما رفع شعارات أبناء كسرى والزحف الى بغداد دلالة على روح النزعة الطائفية العنصرية لدى بعض الاجندات السنية الطامعة بالحكم والسيطرة على العراق وخيراته وارجاع العراق الى المعادلة الظالمة التي حكموا بها العراق اكثر من نصف قرن من الزمن أذاقوا الشعب العراقي الويلات والحروب والقتل والحرمان والجوع والتهجير والتشريد واليوم يطالبون بها . فان الاخذ بأنشاء اقليم سني هو خير رأي لكي نحافظ على شعب العراق من القتال الاهلي الذي أعتاشوا عليه بعض الاجندات في اعوام ٢٠٠٥ -٢٠٠٧ ووصلوا الى السلطة والحكم والبقاء على الواجه السياسية فانهم يريدون أن يعيدوا تلك الكارثة الانسانية لكي يبقوا على الواجه السياسية .وخير ما نقول لهم كما قال الله سبحانه وتعالى {يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ }الطور٤٦