كرار , حيدر, سجاد, علي , حسين , عباس , عبد الزهرة .. خمسة وعشرون شابا بعمر الزهور ودعتهم مدينة الشعله يوم امس ..خمسة وعشرون شابا ربطوا على الة الحدباء قاصدين جوار ابا الحسن .. لا ادري هل سيقولون له انا قتلنا لان اهلنا اسمونا باسمك واسماء بنيك , ام هل يقولون له انا قتلنا لانا ولدنا مسلمون شيعة ., هل يقولون له انا قتلنا لكي يرضى عنا انفسنا السنه , ام هل يقولون له انا قتلنا قربانا للمصالحة الوطنية , هل يقولون له انا قتلنا لكي لايهمش اخواننا السنه ام هل يقولون له نحن قتلنا لكي يقول الاعلام عن مقتدى الصدر (رجل الدين الشيعي المعتدل ) .
كرار ترك طفلتين في الخامسة والرابعة . فرحتان بما يجري حولهما تتقافزان على كراسي سرادق العزاء كالاطفال الاخرين حتى نسيا امهما التي نقلت الى المستشفى من هول الصدمه .. ايه ايتها الصغيرتين ربما تحسبان انه اليوم يوم عيد , لا شك ان تواجد الناس في بيت جدكما جعلكما تحسبانه يوم عيد . نعم هو عيد بطعم القهوة التي ستوزع على روح ابيكما عيد بطعم القادم من الايام , عيد بملابس بلون ملابس العيد الحقيقية التي ستلبسانها عند الايام القادمه . زهراء وفاطمه هل اعددتما لقادم الايام من الفقر والحرمان ما اعده غيركم من ابناء الذين قتلوا على مدى التاريخ الاسلامي تحت راية المسميات الطائفيه . هل تعلمان ما هو ذنبكما وذنب ابيكما حيث قتل . ذنبكما وذنب ابيكما يافاطمه ويازهراء هو انكم تحملون اسماء اهل بيت نبي اراد اصلاح امة فانقلبت عليه وهو لم يدفن بعد .. ذنبكما انكما ولدتما في وطن اسمه العراق . ذنبكما انكما على دين اسمه الاسلام وفعل معتنقيه الاجرام . لاشك ان عبد المنعم البدران فرح بما اتاه الله من نصره . ولاشك ان عين عبد الملك السعدي الوحيدة التي نظر بها الى طائفته وهو يعد رسالته الى هيئة الامم المتحدة لم ترى صور اشلاء كرار وسجاد على شاشة التلفزيون لكي يعتبر القضاء العراقي غير عادلا في زمن الحكومه الحالية وعادلا في في زمن صدام , ولكي لا يتراجع عن توصياته العشر للمتضاهرين التي تقطر سطورها بالطائفية , والتي صفق لها اغلب السياسيين الشيعة نفاقا وتخاذلا . لاشك ان مقتدى الصدر الذي يعد لمضاهرة مليونيه لاقرار الموازنه التي سوف لم تقر طالمنا انه اوحى بفطنته لاعداء الحكومه ان الملايين التي ستذهب الى المنطقة الخضراء سيكون تواجدها في صالحهم سيرسل المعزين الى اهالي الضحايا وسيخطبون خطبهم العصماء محملين الحكومه مسؤليه الحفاظ على ارواحكم وسيبرءون ابناء الانبار من المسؤليه عما جرى , ولربما سيسبقه عمار الحكيم لينادي بالشراكة الوطنيه في كل شيء الا القتل والموت فيجب ان يكون للشيعة وحدهم فهو امتياز منحه لهم دون غيرهم .
سرادق العزاء ملئت شوارع الشعلة والقاتل يتربص بعملية اخرى من قريب والكل لا يجيد سوى كيف حصل الانفجار وكيف وصل الانتحاري وكم عدد الشهداء وكم عدد الجرحى ولم نسمع من يقول ماذا سيكون ردنا على القادم من التفجيرات وكيف سنقابل هذا القتل الذي اصبح شاغل شركائنا في الوطن وينادون به من على منابرهم كل يوم .