لأجل انتخابات أوسع تمثيلاً في خطبة الجمعة حذر ممثل المرجعية الدينية عبد المهدي الكر بلائي من عزوف المواطنين عن المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات ،وأيضا ، دعا إلى عدم الانتخاب على أساس طائفي أو مناطقي . التحذير والدعوة يعالجان مشكلتين تشكلان تحديا للعملية السياسية والديمقراطية وبناء الدولة وجاءا في وقتهما , بل نطالب دائماً تكرارهما إلى حين موعد الانتخابات لعله في التذكير مساعدة وخدمة تقدم للناس لتجاوز الأزمات واختيار ممثليهم الذين لايندمون عليهم بعد حين . الأزمات والصراعات غير الحميدة والتجاذبات على كل شيء واتساع شقة الخلاف بين الفر قاء السياسيين وتصدع شراكتهم وتفتت وحدتهم .. كلها أمور تدفع الناس للشعور بالإحباط وانعدام الأفق لرؤية نهاية لمعاناتهم وتحسين أوضاعهم بشكل ملموس ومغادرة العوز والحرمان. للأسف القوى السياسية الحاكمة في اغلبها لا تستجيب إلى طموحات الناس لذلك من هنا على المواطنين التدقيق والحرص على إعطاء أصواتهم للذين يتوسمون بهم القدرة على تحقيق أهدافهم وتأمين مصالحهم ، لابد إن يكون هناك تغييراً لأجل إن يأخذ السياسيون الفاشلون درساً , واستئناف البناء على كل الصعد. ليس من المعقول إن يلدغ الناخب من ذات الجهة مرتين ,ويضيع فرصة لن تكررالا بعد أربع سنوات في إن يكون صوته في محله، ويوصل الكفاءات والوطنيين وغير الطائفيين إلى الأماكن التي يقدموا منها خدمة متساوية للجميع على اساس المواطنة ويؤدوا الأمانة بنزاهة وعدالة . لقد عانت مجالس المحافظات من تدني مستوى القدرات والطاقات والدليل على ذلك الكم الهائل من المشاريع المتلكئة والمتوقفة ونسب الصرف المتدنية لموازناتها والفساد المستشري فيها ، وعدم وضوح الرؤيا في تحديد الأولويات ، وبالتالي ضعف التخفيف من الحرمان الذي يعاني منه المواطن في القطاعات المختلفة . الخروج من هذه الأوضاع البائسة يكمن في المشاركة الواسعة بالانتخابات وحسن الاختيار، وبذلك نقصد الأغلبية الصامتة المحبطة ، ففي عدم توجهها إلى مراكز الاقتراع يعني إعادة إنتاج ذات الطبقة السياسية التي أدارت هذه المجالس , أي أنها انتخاب مباشر للعجزة , والذين لايفكرون إلا في مصالحهم الخاصة والضيقة . يشاع بين الناس انه لافائدة من الإدلاء بالأصوات ,لان الحال لن يتغير وهذا الموقف السلبي غير المسؤول تساهم فيه قوى مستفيدة ,لأنها هي قادرة على حشد إتباعها وإلزامهم بالتوجه إلى صناديق الاقتراع لتكرار انتخاب من تريد .! ولكن لابد من تذكير الناس ونضم صوتنا إلى خطيب جمعة كربلاء بالتحذير ،فالقناعة بذلك هي اكبر خدمة للفاسدين والفاشلين في ادائهم واعادة تجربة حكومات محلية معاناتنا معها مستمرة . إن اغلب الجمهور العازف عن المشاركة ,هو المصدوم من أداء الكتل الكبيرة و إذا ما اتسع التوجه قد يشكل انعطافة لإبدال الولاء والاصطفافات على أساس الولاءات الفطرية وتحوله للوطنية ,.وبذلك يمكن إن تكون هناك فرصة ملائمة لتغيير الخارطة السياسية ومنح الثقة لقوى جديدة تنهض بالإعباء الوطنية وتحسين أحوال الناس . إن بذل جهد دعائي وتثقيفي للمشاركة ضرورة ملحة لإنجاح الانتخابات وجعل مجالس المحافظات أكثر تمثيلا .!