العلاقات العامة
تعتبر تجربة ( نجفيون من أجل الإصلاح ) أول محاولة جادة يبادر بها ابناء الشعب العراقي في محافظة النجف الأشرف لتغيير واقع سياسي واجتماعي آخذ بالتردي ، بعد أن أيقن أبناء المحافظة أن ذلك الواقع يسير باتجاه يتناقض تماما مع تطلعاتهم وضمان مستقبل أجيالهم ، فالظواهر السلبية كالفساد وسرقة المال العام والواقع المتردي في أنظمة الدوائر الرسمية ، وتكالب الانتهازيين والوصوليين على اقتناص المواقع المهمة في المحافظة ، كل ذلك دفعهم للتفكير الجدي في المبادرة باتخاذ خطوات عملية للإصلاح ، مع غياب أي محاولة للحد من ذلك الفساد ، وخاصة إن التجارب قد أثبتت أن الشعوب التي ترضخ لواقعها ولم تفكر بالأحسن والانفلات من ربقة التخلف هي شعوب بائسة لايمكن لها أن تبلغ مواقع الشعوب الحية المتقدمة ، وانطلاقا من كل تلك المشاعر ، بادر المؤسسون إلى صياغة جملة من المباديء التي تكون أساسا في صياغة برامجهم المستقبلية ، ومنها يستقون خارطة العمل الإصلاحي ، وعليها يعتمدون في رسم الأهداف التي يسعون إلى تحقيقها ، وأدناه أهم المباديء التي يعتمد عليها ( التجمع ) في الانطلاق في العمل في أغلب مجال الحياة كما ورد في ( كتيب المباديء والأهداف ) :
أولاً : يستقي ( التجمع ) مفاهيمه الفكرية وأخلاقياته الميدانية من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة التي وردت عن أهل البيت عليهم السلام ، وعن نهج البلاغة الذي يتضمن القيم العليا والتجارب الراقية للإمام علي عليه السلام .
ثانياً : وحدة الشرائح الشعبية من الفقراء والمتضررين ، وتقاربهم الروحي الطريق الأمثل لقوتهم ، وهي أساس تحقيق آمالهم وتحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية ، فالبحث عن كل ما من شأنه توحيد أبناء المحافظة ، وإبعاد كا ما من شأنه يباعد بينهم ، فلا بد من تعميق شعور أن أبناء المحافظة هم اسرة واحدة ومصالحهم واحدة .
ثالثاً : لا يمكن للمجتمع أن يخطوا باتجاه الإصلاح ما لم يمتلك وعيا لطبيعة معاناته وشكل التحديات التي تقف بوجه تحركه الشعبي باتجاه ذلك الإصلاح ، لذا فإن العمل على نشر الوعي في المجتمع أمر في غاية الأهمية ، كما أن إبقاء حالة الجهل مطبقة عليه أمر في غاية الخطورة . وأن مسؤولية القضاء على الجهل هي مسؤولية تضامنية لاتسقط عن أي فرد من أبناء المحافظة .
رابعاً : لابد وأن يمتلك المجتمع وخاصة الطبقة الفقيرة ثقة كبيرة بالنفس وبالطاقات وبالقدرات في عملية الإصلاح ، ويستوجب لتحقيق ذلك محاربة محاولات التشكيك بتلك القدرة ، وخاصة أن المحافظة تمتلك من الطاقات الفكرية والبشرية والمادية ما يجعلها في طليعة محافظات العراق والمنطقة .
خامساً : إن عملية شراء الذمم وخداع البسطاء أثناء الحملات الانتخابية هي خيانة للأمة وطرق غير مشروعة للوصول إلى الحكم ، وأن النتائج التي تترتب عليها باطلة وتتناقض مع الدستور والأعراف الانتخابية السائدة لدى الشعوب المتطورة ، وهي مؤشر أخلاقي خطير لا يتناسب وسمعة مجتمعنا الإسلامي ، فلابد من نشر ثقافة نبذ شراء الذمم والأصوات ، والاعتماد على الطرق الديمقراطية الحرة الطبيعية في ممارسة العملية النتخابية .
سادساً : إن التعليم هو أساس تقدم الأمم ، لذا فإن توفير فرص التعلم لأبنائنا وشبابنا ، خاصة الفقراء منهم من المبادئ المهمة التي يجب أن تأخذ حيزا كبيرا من اهتمام الحكومة المحلية والاتحادية ، كما أن محاربة الأمية الشائعة من الأمور التي تقطع الطريق على من يريد أن يستخدم الجهل لتحقيق المآرب الدنيوية والسياسية وغيرها مما تضر بالمجتمع ، كما أن عملية إقناع الكفاءات للعودة للمحافظة والمشاركة أمر في غاية الأهمية ، بعد أن تبين أن هناك محاولات مستمرة من الدوائر الرسمية في المحافظة بعدم السماح للكفاءات العلمية والإنسانية من العودة من خلال التعامل اللاإنساني مع العائدين ، فضلاً عن عدم التفكير بتوفير الحوافز التي تشجع الكفاءات على العودة .
سابعاً : الزمن واستغلاله بشكل صائب وحكيم في عملية البناء يعوض الأمة عما خسرته سابقاً ، بعد أن قدر لهذه الأمة أن تقف في مكانها مئات السنين . والذي يؤسف له أنه ما زال الاستخفاف بالزمن قائما ، وخاصة في دوائر الدولة ، التي يعبث بها الروتين ، وعدم وجود أي محاولات للقضاء على ذلك الروتين الممل والقاتل للزمن وللجهد .
ثامناً : ثروة المدينة لكل أهلها بلا استثناء ومبدأ التمايز الطبقي مرفوض بشكل تام ، لأنه يتناقض مع العدالة الاجتماعية التي أقرها الإسلام وقوانين حقوق الإنسان . والبحث عن آليات حديثة ومتطورة لاستغلال ثروات المحافظة ، وتحريك عجلة القطاعات الاقتصادية المهمة فيها كالصناعة والزراعة والسياحة وغيرها .
تاسعا : الإنسان في محافظة النجف الأشرف قيمة عليا لايسمح المساس بها بأي شكل من الأشكال ، ولكل مواطن في المحافظة الحق في امتلاك بيت للسكن ، وينبغي على الحكومة المحلية منح المواطن قطعة أرض سكنية مجاناً ومنحة مالية لبنائها . كما يحق للعاطل عن العمل من كلا الجنسين أن يحضى بدخل شهري من الدولة يسد حاجته مع من يعيل ، ورعاية صحية مجانية كاملة ، ويجب أن يحضى كبار السن أو المرضى برعاية خاصة .
عاشراً : مدينة النجف الأشرف عاصمة العالم الإسلامي ، ومنها ينطلق المشروع الإلهي في إقامة العدل ، وهي قبلة الباحثين عن العلم ، واحتضانها للمرجعية الإسلامية والحوزة العلمية صاحبة التاريخ يحمّل أهلها مسؤولية رعاية المستضعفين والمقهورين في العالم ماديا ومعنويا ، والتجمع يسعى إلى تعميق الشعور بهذه المسؤولية وتفعيلها بعد أن اصبحت شبه غائبة في الوقت الحاضر .