قد يلومنا الكثيرون من احبابنا القراء والمتابعين لكثرة ما نكتبه عن الأنتخابات- وقد لامونا فعلا وعتبوا عتابا مرا- ولهم الحق فقد اتخمناهم،وصممنا آذانهم،وكئبنا نفوسهم المكتئبة اصلا من منغصات الحياة اليومية التي بدأت منذ شباط الاسود ١٩٥٨وتسلط البعثيين وحرسهم القومي وجيشهم الشعبي والقدسي وحروب النيابة عن الامة التي صارت خير امة في انتاج الذباحين والمفخخين والملغمين،وحصارهم المتفق عليه لتدمير الكيان الاسري والعقل البشري العراقي،ومقابرهم الجماعية ،وصلمهم الآذان وجذهم الألسن ،ووشمهم الجباه، وسوقهم الشباب على مدار السنة الى جبهات القتال وفرق الأعدامات...تلك الفترة المظلمة والتي امتدت آثارها حتى بعد سقوطها لتحرم العراقيين المنكودين المنكوبين من فرحة التغيير وفرصة التحول الديمقراطي فاوغلوا خوضا في الدماء والارواح والممتلكات ذبحا وسفكا ونهبا وتهجيرا وتخريبا ودمارا والى يوم الناس هذا..كآبة مركبة خاصة اذا تطعمت بفساد مفسدي عملية التحول الديمقراطي وعجزهم – بعد مضي اكثر من تسعة اعوام على عملية اسقاط الصنم وسلطته العابثة – عن تحقيق ولو جزء يسير من آمال واحلام وتطلعات العراقيين.للدرجة التي جعلت معظم العراقيين –ان لم يكونوا باجمعهم – يائسين قانطين ورافضين للمشاركة في عمليات الانتخابات القادمة.
من ردة الفعل هذه ،وكون مقاطعة الانتخابات لاتحقق مبتغى الآملين ورغبة الراغبين الاّ اعداء العراق في الخارج والداخل ،وخوفا من عودة المعادلة الظالمة،والبعث بثوب جديد واشتعال فتن تأكل الاخضر واليابس.. تحسبا لهذه الامور وغيرها ترونا نلح على المشاركة في الانتخابات المقبلة يوم ٢٠/ نيسان عسى ان يكون القادمون افلح من الماضين،على الاقل سنفكر قبل اختيار المرشحين ولدينا المزيد من الوقت للفحص والاختبار والتحري والتأكد،وهذا هو رأي المراجع العظام ،وزيادة في التأكيد فضلوا اختيار مرشحي القائمة او التحالف الذي ليس لديه وزير في الحكومة الحالية .