فرغم كل الاهتزازات والنعرة الطائفية والعرقية التي حاول المغرضون والإرهابيون زرعها بين ثنايا وصفوف هذه المكونات من اجل تفكيك عراها وانسجامها وتفتيت عضدها وتآخيها إلا انها تصطدم بفتاوى ونصائح المرجعية العليا فتذيبها وتشتت شملها وعنفوانها فهذا الدور الريادي في تعزيز الاخوه الاسلاميه أو التلاحم المصيري بين جميع مكونات هذا الشعب بكل أطيافهم ومللهم يرجع الفخر فيه للمرجعية الشيعية العليا وهو ليس بجديد عليها حيث ظلت طيلة هذه السنين تقف على مسافة واحده من جميع أطياف النسيج الاجتماعي العراقي وظلت صمام أمان واستقرار يعول في الرجوع اليها في اغلب المحن المصيرية والشحن الطائفي التي أوشكت على انهيار هذا المجتمع وتشتيت عراه وتلاحمه .
لكن الغريب في الأمر إن يصدر بيان اليوم من هيئة علماء المسلمين تناولته جميع وسائل الإعلام تدعي فيه صدور فتوى من المرجع الأعلى أية الله السيد علي السستاني
٠ (بتحريم الدم العراقي عامة وتحريم الدم السني على وجه الخصوص ويدعوا ألشيعه إلى درء الخطر عن ألسنه )) جاء ذلك من خلال لقائه بوفد علماء المسلمين من محافظات الجنوب وإقليم كردستان وممثل الوقف السني الذين شاركوا في المؤتمر الأول لعلماء الدين في العراق والذي (سوف يعقد في مدينة النجف الاشرف) .
طبعا تخللها حديث طويل للمرجع الأعلى لسنا في صدد ذكره ألان لكونه تكرر في جميع وصايا وفتاوى المرجع لعامة العراقيين طيلة هذه السنين لكن الشق الثاني الذي نود التأكيد عليه في فتوى الإمام الذي ادعاه البيان
((إن المرجع ابدى سروره وسعادته لعودة العراق إلى عافيته ووحدته بعيدا عن أذى عصابات القاعدة والتكفيريين))!!!
لو توقفنا قليلا عند هذا البيان من الناحية الزمنية ومن حيث المحتوى لبعض من فقراته لوجدناه مفبرك من الناحية الزمنية لكونه لايوجد ثمة مؤتمر لعلماء المسلمين سوف يعقد في النجف وإنما هذا التصريح يعود تاريخه إلى تشرين الثاني ٢٠٠٧ الذي أدلى به رئيس هيئة علماء السلميين للمنطقة الجنوبية في المؤتمر الصحفي الذي عقده على هامش المؤتمر الأول للسنة والشيعة الذي عقد في النجف ٢٠٠٧
إما من حيث المحتوى لبعض من فقراته فهي متناقضة تماما بما تصرح به المرجعية سواء عن لسانها المباشر أو من ممثليها وخطبائها ومن على منابرهم والتي تؤكد في اغلبها على عدم رضاها وامتعاضها من الحالة البائسة والمخزية التي وصل إليها العراق وبعد عشر سنوات من التحرير من نظامه البائد حيث تشير اغلب فتاوى المرجعية وخطباء منابرها إلى حالة التردي والانهيار الكبير في المنظومة الامنيه والتي تستغلها المجاميع الارهابيه لتحقيق مأربها الدنيئة.
وفي أخر خطبة لممثل المرجعية وعقب الهجمات النوعية والمنتقاة التي قام بها الإرهابيون في بغداد وبعض المحافظات حمل ممثل المرجعية مسؤولية الدماء التي تسال من أبناء شعبنا إلى الكتل السياسية التي تتصارع فيما بينها من اجل المغانم والمناصب وهي التي مهدت الطريق للإرهاب وخلقت له الأجواء المناسبة للقيام بهذه الكوارث المميتة لأبناء شعبنا وتسائل عن جدوى الخطط الامنيه والإعداد الكبيرة والهائلة للعناصر الامنيه والمبالغ الطائله التي صرفت لتحقيق الجانب الأمني .
فضلا إلى ما وصل إليه المجتمع العراقي من تمزق وانقسام تشير بوادره إلى هذه التكتلات والاصطفاف الطائفية بين جميع أطيافه حيث لم يمر على العراق طيلة عمره مشهدا سياسيا كما هو عليه ألان .
فأي عافية ووحدة وانسجام وأمان واستقرار يبشرنا بها بيان هيئة علماء المسلمين وعلى لسان مرجعيتنا في محاولة منه لتوظيف فتوى قديمه ليعكسها سياسيا على واقعنا الحالي وهذه مغالطه يراد بها تبيض وجه الحكومة وسياسة أحزابها وممثليهم ويوقع المرجعية العليا في متناقضات في غنى عنها امام جمهورها ومريديها واتباعها .
علما إن احد مسئولي مكتب المرجع الأعلى صرح لوكالة نون الخبرية نافيا صدور أي فتوى أو تصريح للمرجع الأعلى بهذا الخصوص.