ان الشارع العراقي الذي بات قضم ألاوجاع والبكاء لا يفارقانه أبداً حان موعد ثورته البنفسجية , هذه الثورة ليست كالثورات التي مضت , فالتجارب خير دليل على ما توصل اليه المواطن من أدراكً يستطيع من خلاله تقييم المرشحين بالشكل الصحيح أكثر من السابق .كما يدرك أهمية صوته وبما يدلي به في ورقة ألاقتراع التي هي بمثابة عقداً بينه وبين المرشح الذي يكسب صوته .
أن هذه المرحلة حرجة ُ جداً بما تشهده من صراعات واعتصامات وحملات و دعايات أنتخابية في الساحة العراقية , وكل مرشحاً يعمل جاهداً لكسب قاعدة شعبية بمختلف الوسائل أحياناً يلعب دور المعارض الوطني بقيادته التظاهرات واحياناً يتغطى بقتاع التواضع وينزل الى الشارع لتفقد أحوال المواطنين واحتياجاتهم ويمسح رؤوس الفقراء لكي يصبح في نظرهم هو المرشح الملائكي الذي وهبه الله نعماً الى الشعب العراقي بقضائه على الفساد وبناء الدولة كما ينبغي وتوفير كافة الخدمات وغيرها من ألامور , فتجده يحاول كسب ألاصوات قدر ما أستطاع, فالصوت الواحد بمخيلته ثميناً جدا وكأن لسان حاله يقول ( صوتاً بيدي أفضل من عشرة أصوات بالهواء ).
أن ما يدور في عقلية الفرد هي مسألة أعطاء الثقة ,لذا يتطلب في هذه المرحلة دراسة مفصلة وعملية بحث تقيم أداء القائمة والمرشح الذي سننتخبه ,
كما نشير الى مسالة مهمة قد تأثر في سير عملية ألانتخاب على عكس
مانطمح اليه , هو ان هنالك عقول من المواطنين تتحكم بهم عواطفهم جراء العملية ألانتخابية , فتجد شخصا متأثرا بمظلوميته مما جعل لديه حاجزاً نفسياً يدفعه الى عدم ألانتخاب وشخصاً أخر ينتخب مرشحاً أمتلك عاطفته بشخصيته الكاذبة متكلماً و مؤثرا في خطاباته دون النظر في أعماقه المستقبلية وما هي ضماناته عند الخوض في غمار العملية السياسية , وهل سيحقق المطالب المشروعة التي عجز الكثير من المسؤولين في السلطة عن تنفيذها! .
لا شك أن التجارب التي مر بها المشهد السياسي أفرزت الكثير من الطاقات التي تستطيع بناء الدولة والطاقات التي لم تحقق الشيْ الملموس بما يريده المواطن والمجتمع العراقي ومن الذي نجح ضمن نطاق مسؤوليته ومن هو الذي فشل . كل ذلك دونها العقل العراقي لكي لا يكرر الخطاْ في أدلاء صوته الى من لا يستحقه من المرشحين .
حتى لا تشتت أفكارنا في أختيار المرشح لابد ان نضع أمامنا عدة تسالأت من أهما لماذا ننتخب ؟ أصواتنا لمن ؟ ما هو برنامج المرشح الذي أنتخبه ؟ هل هو قادر على تحقيق الطموحات ؟ فأذا أستطعنا ان نجيب على هذه التسالأت لا شك فانها تقودنا الى ألاختيار ألامثل وتبعث ألامل في تحقيق ما نرغب به من بناء وازدهار وتطور ورفاهيه في بناء الدولة .