قبل عشر مضن ، وفي زمن غابت فيه المفاجآت والخيارات تغيرت الاحوال في بلادنا ، لا نعرف كيف ولم نكن نتوقع ذلك ولسنا طرفا فيه ، ساقتنا الاحداث الى امور لم يكن لنا فيها خيار ، لم يطلب رأينا في شي ولسنا اصحاب قرار ، في الواقع فرضت علينا اشياء كثيرة لم نردها ولم نطالب بها ولكن بعد حدوثها تغيرت فينا اشياء كثيرة بعضها جيد وبعضها سيء ، المهم ان هناك تغيير كبير طرأ على حياة الناس ، الافكار والاخلاق والسلوك والعلاقات الاجتماعية وكل شيء بما في ذلك وجوه الناس وسحنتهم وسمرتهم وطرق تواصلهم وتعامل بعضهم مع بعض ، في الحقيقة تغيرت كل المسميات واصبح من النادر ان تجد اشياء من زمن ماقبل التغيير ، عندما سقط شيء ما في ذلك الزمن القريب البعيد ، ربما هناك (انتيكات) من ذاك الزمان مازالت موجودة لكنها ليست للاستخدام اليومي ، هي للعرض فقط وفقط للعرض.. ومن ضمن الامور التي تغيرت هو هذا الحق الغريب الذي لم نكن نعرفه او ندرك مدى اهميته ، لم يكن مدرجا ضمن لائحة الحقوق ولا حتى المباحات ، كان شيئا بعيد المنال ، كان بحق امر لا يدرك ولا يمكن الحصول عليه بالجد والاجتهاد ، حق مغصوب اعاده لنا القدر ، واستجلبته لنا الترسانة العسكرية الامريكية دون ان تشعر ، واذا ما ابتعدنا عن النوايا والاهداف فان هذا الحق صار واقعا لابد ان نتعامل معه وان نحافظ عليه وان ندرك اهميته ، لابد ان لا نفرط فيه او نتهاون ، فغيرنا يحلم به ، وربما يدفع النفيس من اجله ، هذا الحق الذي عاد بعد ٢٠٠٣ يجب ان يكون مثاليا اليوم بعد ان ذقنا الويلات عندما كان مسلوبا ، وعلينا ان نفكر الف مرة قبل ان نمارسه ، علينا ان ندقق النظر وان نمحص ونفتش في دقائق الامور قبل ان نتعاطى هذا الحق الذي كان مسلوبا .