في مجمل القول والبدء أن الافعال دائما ماتكشف الاقوال او بمعنى اخر ان ضياء الشمس لا يحتجب بغيمة او يختزل في نافذة ,ودائما ماتكون الشعارات والعناوين اللافتة بموضع التخدير او من الممكن تسميتها أفيون الجماهير اذا ما افرغت من مضامين التطبيق ومنهجية التخطيط غير أن التجارب ومحطات التجريب دائما ماتختصر المسافات في الكشف والاستشعار بصدقية مايطرح من عدمه ,والممارسات على صعيد المستوى السياسي او الاجتماعي ما تجعل الاهازيج واللافتات اللافتة في انحسار وتراجع بفعل الجرعات المفرطة التي تسقى للشعوب من ذلك القبيل لتمسي دون سريان او فعالية في الجسم الجماهيري بعدما تشبعت مسامات الافراد بذلك الداء لتطلق الخبرات في الوعي الجمعي للمجتمعات لقاح البرامج والتطبيق ضد وباء التهريج والتطبيل.
هجين مجلسي, او طريد فرساني, فلست أدعي ذلك وأنما ادرك تمام الادراك أنني انتمي فكرا للخارطة الفكرية لتيار شهيد المحراب بل أنتمي الى كل فكر ذو شمولية في الرؤيا البناءة التي تصب في انتشال الانسان من مستنقعات الظلم والجور والاستخفاف, وهو ما يعطيني التفويض في التعرض وليس الاعتراض على بعض مايجري في تضاريس المنطقة الحكيمية ,ولست بموضع ناقد بل أنني بموضع شاهد ومرتقب ,وسيكون السيد عمار الحكيم أطروحتي في هذا المقال القصير الذي لايسع الى كل ماتفيض به خاطرتي ولكن ,ما لايدرك كله لا يترك جله,وحقيقة أن هذا الرجل قد وضعني في مرمى التفكر والانتباه الى حقيقة كنت ربما لا امسك بها تمام الامساك وهي ان الشعوب وحدها ليست قادرة على انتاج مشروع مؤسساتي دون ان يكون لها مخرج يتمثل في قيادة واعية تكون بمستوى التحدي والتصدي لكي تتمكن من اجراء معادلة حقيقية تختلط فيها الرموز الجماهيرية حتى تعطي ناتج منتج يعود بتحقيق ما تصبوا له الشعوب وتسعى من أجله ,ولايمكن الاستسلام ابدا للخط البياني العمري للقائد بل عليك الرضوخ الى الفكر الذي ممكن اسقاط نظرياته على ألواقع الفعلي بمتراس قيادي .
البعض يعيب علي بأنني لا اكتب صراحة للحكيم والاخر يشكك في صدق أدعائي وتأثري بهذه الثروة الوطنية واقصد بها السيد عمار الحكيم وهو رجل لايحتاج مدحي فأذا كان الكأس ممتلئ فما ممكن أن تضيف قطرتي له ,لكنني أفهم أنهم ليسوا بمخولين في توزيع صكوك الزكاة والولاء وأعرف أن ما اكتبه ربما لايفهمه البعض ولكن ممتلئ اليد والعقل من ان الحكيم وأصحاب المشاريع الفكرية يعرفون ما اريد أن أفصح عنه في بطون مقالاتي ,فعندما اكتب أن الانتخابات مقبرة البعث أو مارثون بوسطن او بين النسيان وصناعة الاصنام وغيرها أنما هي تحكي عن تقارب في الفكر الذي يفيض به سماحته ,فبدلا أن تقول لهارون اللا رشيد وهو يبحث عن مفسر لرؤيته بعد أن تساقطت أسنانه وجاءوا بمفسر له يبلغه ان أهلك ميتون جمعيا ليضرب على عنقه ,بينما أتي بمفسر أخر ليقول له أنك اطول اهلك عمرا ليغدق عليه هارون بالعطاء,والمعنى سيان.
ما ألحظه في نهج بعض الاخوة الشخصنة في التعبير والامتداح للحكيم فلماذا تغرقون انفسكم في ذلك الوصف والتوصيف فالحكيم حكيما بالرغم من حساد العائلة الحكيمية, والحكيم قائدا محنكا على الرغم من الحالمون والساهرون بغية تحجيمه وهل يختزل القمر في غرفة؟.
علينا أن نفهم ان الحكيم فكرا وليس شخصا والفكر من يبقى وما سوى ذلك يمضي ,فهو ليس في عطش للامتداح بل هو في توقد دائم في البحث عن الطاقات والافكار التي ممكن أن توجه في بناء وطن ومواطن صالح للاستخدام البشري ,وخير ما يروي حقيقة ذلك ارض ملعب الصناعة اذا ما تغافلنا عن التأريخ للسفر النضالي للخط الحكيمي المقدس ,تداعيات أمنية خطيرة وأنفجارات قبيل التجمع الجماهيري وطقس سئ تزامن مع انعقاد الحفل ,غير أن الجماهير قد عقدت العزم وازدادو عزيمة وتحدي ليقول الجمع كلمته ويعبر عن صيحته ,وهو مايجب التوقف عنده والالتفات اليه ,هل أن الحكيم بنى صرحا بألاهازيج والشعارات أم أن هنالك خطاب واضح المنهجية ذو بوصلة نحو تحقيق متطلبات الجماهير , قطعا أن مسك الختام لجولة السيد عمار الحكيم في بعض المحافظات العراقية والتي كانت خير ختامها في بغداد ,قد اعطت مدلولات كبيرة وثقيلة بأن الشعوب تبحث عن منقذ حقيقي لا لرجالات أزمة من جهة ,ومن وجه أخر هي رسالة تتكلم عن نفسها ليس سوى على ما يعنيه ألامر سوى النظر فيها سطورها ,بالفكر والادراك والوعي تبنى الاوطان ,لا تبنى بالمادحين والماكرين والمطبلين .