منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى الكون جعله قائم على مبدأ الثنائيات التي يكمل بعضها بعضا" الليل والنهار والنور والظلام, وأول ما نزل من المخلوقات الثنائية الى الأرض آدم وحواء, فكلاهما يشكلان العالم معا", لذلك فأن الله سبحانه وتعالى منذ بدء اليوم الاول لبدء الحياة على الارض وحتى قبل ذلك في الجنة عندما خلق أدم خلق معه حواء, وذلك تأكيدا" على دور المرأة في الحياة واحترام الشرائع السماوية لحقوقها فالله سبحانه وتعالى جعل لها دورا" في الحياة منذ اول يوم في الوجود, وجعل لها حقوقا" وعليها واجبات, وهذا مانصت عليه رسائل السماء جميعا" وصولا" الى ختام الرسالات وهو الدين الاسلامي, لكن نلاحظ أن أغلب الدول الاوربية تتهم الاسلام بأنه ظلم المرأة وصادر حقوقها , فلماذا هذا التهجم على الدين الاسلامي؟ مع العلم انه احد اديان السماء؟ وكيف ينساها الخالق ويغفل حقوقها في ختام الرسالات وهو خلقها منذ اول يوم رديفا" للرجل وشريكا" في الحياة؟ وحاشى لله ان ينسى او يسهو, ان الاسلام اعاد للإنسان بصورة عامة حقوقه بعد ان كان عبدا" يباع ويشترى فكيف يستثني المرأة من ذلك, فبعد ان كانت تورث ضمن الممتلكات التي يخلفها المتوفي وتمتهن كرامتها وتسلب حقوقها, اعاد اليها الاسلام انسانيتها وأكد على دورها وفاعليتها في المجتمع, وذلك حاضر في لغة الخطاب القرآني المشترك والامثلة على ذلك أكثر من أن تورد من آيات القران الكريم كماقي قوله تعالى( يوم ترى المؤمنين والمؤمنات نورهم يسعى بين ايديهم) الحديد(١٢) وفي قوله تعالى( والمؤمنين والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) التوبة (٧١) وغيرها ممالا يعد ولايحصى من الامثلة في العديد من السور والآيات في القران الكريم, فقد ضمن الاسلام حق المرأة في التعليم والحصول على حقوقها في الميراث وضمن لها حسن المعاملة , واكد على دورها في تكوين المجتمع, والقائمة تطول في ذكر فضائل الاسلام وتعاليمه بخصوص حقوق المرأة, اما من يدعي غير ذلك فهو ينظر من زاوية هي أضيق من ان تتسع لرؤية فكر الاسلام الذي هو دستور السماء الذي يهدي للحق, أن بعض حقوق المرأة لم تحجب عنها بسبب الاسلام بل بسبب تفكير المجتمعات التي لم تطبق تعاليم الاسلام كماهي وتمسكت بما هو سائد من عادات وتقاليد موروثة بعيدة كل البعد عن واقع الدين الاسلامي فحرمان المرأة من التعليم أو حرمانها من حقوقها في الارث يرجع بسبب ما توارثته المجتمعات من افكار لم تعرف طريقها للتغير وتحسب على الاسلام ظلما" فالمرأة قد انصفتها الشريعة وأكدت على حقوقها بكل ادوارها ابنة كانت ام اما ام زوجة او اخت واذا لحق بها ظلم فذلك يحسب على المجتمع لا على الشريعة .