وماهي النوايا من اطلاق مثل هذه الشعارات دون السعي لتطبيقها؟ الاجابة على هذ السؤال تختلف حسب اهداف مستخدمي هذه الشعارات اذ يستخدمها السياسيون كنوع من انواع الدعية الانتخابية والبعض الاخر يستخدمها كنوع من انواع المسايرة ليثبت اننا مجتمع يواكب التطور ويحترم حقوق المرأة مع ان الحقيقة ان ديننا الحنيف اول من اشار الى هذه الحقوق واكد على تطبيقها كما اكد عليها رسولنا الكريم عليه وعلى اله افضل الصلاة واتم التسليم في الكثير من احاديثه الشريفة وتوالت بعد ذلك الدعوات والمطالبات لمنح المرأة حقوقها الكاملة في الحقيقة نجد العديد من الدول العربية تتمتع بها المرأة بأغلب حقوقها اذا لم نقل كل حقوقها كحق التعليم وحق العمل وحق اختيار الشريك ربما يعود ذلك الى الظهور المبكر لدعاة حقوق المرأة في مثل هذه الدول الذين استمدوا الفكرة من الدين الحنيف وسعوا الى تطبيقها فنجد مثلا في مصر الكاتب والمفكر قاسم امين الذي يعتبر من اوائل من ارسى وسعى من اجل حصول المرأة على كافة حقوقها مستندا في ذلك الى اسس الدين الحنيف وقد تحمل ما تحمل آنذاك بسبب آرائه التي لقيت معارضة شديدة في ذلك الوقت اذ انه ولد وعاش في الفترة الممتدة من عام ١٨٠٠ الى ١٨٦٠ اي في وقت كان التعليم متوفر للرجل فقط ولطبقة محدودة من النبلاء والاغنياء والمترفين والطبقة الحاكمة فقد كان اول من سعى الى تأسيس مدارس مجانية للتعليم النساء واكد على حقها في اختيار شريك الحياة والخروج للعمل وقد كتب عن ذلك العديد من المؤلفات التي اثارت جدلا لقيت معارضة شديدة ليست في مصر فحسب بل في كافة ارجاء الوطن العربي على الرغم من انه لم يأت بشيء مخالف للشريعة وانما كل ما جاء به من القران الكريم الان المجتمعات المتمسكة بتربية من نوع معين والتي كانت اولى ملامحها حرمان المرأة من حقوقها والتمسك بالعصبية والانغلاق آنذاك لم تأخذ بعين الاعتبار تلك الافكار في ذلك الوقت فكان كمن يشق طريقا في الصخر الا انه وبفضل افكاره وآرائه وسعي الكثيرين حصلت المرأة في المجتمع المصري على اغلب حقوقها وقطعت شوطا كبيرا في ذلك اما واقع المرأة في العراق فقد تقهقر كثيرا بسبب القيود الاجتماعية و الحروب وتراكمات الازمات السياسية التي القت بضلالها على واقع المرأة في مجتمعنا فنجد انتشار الامية والترمل والفقر والتعنيف النفسي والجسدي هو السائد على الرغم من وجود نماذج عديدة من النساء تمكنت من شق طريقها وقطعت اشواطا في طريق تحقيق الاهداف المشروعة واصبحت نماذج يقتدى بها في النجاح وتحقيق الطموح وفي الحقيقة هذا ماجاءت به الشريعة الاسلامية فالله سبحانه وتعالى يؤكد في خطابه على لغة مخاطبة مشتركة (الطيبون و الطيبات) ( الصابرون والصابرات) (المؤمنين والمؤمنات) (الخبيثون والخبيثات)(الحافظين فروجهم والحافظات) اذن لغة الخطاب المشترك تؤكد على ان كلاهما مسئولان وكلاهما مكلفان فأن سقط واجب التكليف عن المرأة في بعض الواجبات كالقتال وغيرها فذلك يعود لاختلاف القدرة البدنية بين الاثنين وهذه حقيقة يغفلها الكثيرون او لا يرغبون بالاستماع اليها فالمرأة هي الشريك الحقيقي والنصف الاخر والمكمل للرجل فا الاب يعمل والام تربي بل في الظروف الاستثنائية التي يعيشها مجتمعنا اخذت تلعب الدورين الاب والام بسبب الترمل او حالات غياب الاب لذلك كله اتمنى ان تحصل المرأة العراقية على كافة الحقوق التي شرعها لها ديننا الكريم وان يتحقق ذلك فعلا وليس مجرد شعارات فقط تستخدم لأغراض بعينها.