وكانت هذه الدراسة بجزئها الثاني لرائد من رواد المسرح العراقي هو الفنان الراسخ ((بدري حسون فريد)) حملت بين طياتها قراءة ممتعة لجهد سعى فيه هذا الفنان الكبير ليرسم بقلمه (بانوراما) تجربته الطوليه لنتاجه المسرحي محلاً فيه المناخات الاجتماعية والفكرية والسياسية والثقافية، فكان شعراً زاخراً باسرار التجربة والتوهج والدرس الحافل. لتشكل رافداً يصب في نهر المسرح العراقي الذي هو جزء لا يتجزء من المسرح العربي والعالمي.
لقد سار الباحث في هذه الدراسة على نفس النهج الذي مارسه في الجزء الاول، من خلال الاستشهاد بالتجارب التي مر بها والتي تشكل حصيلة من المعرفة الحقيقية لمشاكل المسرح العراقي او العربي والامراض التي تفتك في روح وجسد المسرح من الخليج الى المحيط.
ضمت الدراسة بجزئها الثاني ٣٧٥ صفحة من القطع المتوسط، تنوعت ما بين استهلال، مقدمة بداية البداية، مسرحية (المصطبة) في بيروت، ورشة العين والخلخال، تمهيد في بدء العمل، بداية العمل في ٢ / ٢ / ١٩٩٨، يوم العرس الفني، مشروع (ضرر التبغ) او (مفجوع رغم انفه)، البدء في (ضرر التبغ)، تداخل المشروعية (ضرر التبغ) و (المصطبة) لمهرجان الرباط الاولى حزيران ١٩٩٨، وجهاً لوجه مع (ضرر التبغ) كلمة اخيرة في مسرحية المصطبة.