لقد استخدم السلاح الكيمياوي في الحرب العالمية الاولى بين فرنسا والمانيا.. فمنعت استخدامه المعاهدات الدولية.. دون ان تتمكن من منع امتلاكه او تصنيعه.. خصوصاً وان القيام بذلك امر غير معقد.. وتستطيع اية دولة او جماعة القيام بذلك.. وهو ما حصل مرتين في "مترو" طوكيو.. وفي عمليات انتحار جماعي في امريكا، الخ.
استخدم الكيمياوي في حلبجة.. وفي الاهوار. وفي الجبهة العراقية الايرانية. وكان سبباً -من بين اسباب اخرى- لسقوط النظام العراقي.. فاستخدامه في سوريا اليوم بات مؤكداً بدليل الضحايا.. وبدليل القاء كل طرف المسؤولية على الاخر.. فالدولة تمتلكه، واطراف في المعارضة تصنعه، وتهديد "الجولاني" باستخدامه بنظرية "العين بالعين" التي اعلنها دليل على ذلك.. ونعلم ان المنظمات الارهابية في العراق استخدمت غاز "الكلور"، بل حتى غاز "السيرين".. وان الجهات الامنية قد ضبطت بعض المواقع لصناعته.
ان خطورة هذا التطور ليس السلاح فقط، بل وسائل ضرب الاخرين به ايضاً. فالحروب والصراعات على بشاعتها تبقى لها قوانينها وتوازناتها.. اما الكيمياوي وبساطة انتاجه، وسهولة استهداف الخصم ومناطقه عبر القذائف، فهو عبور لحدود الصراع والحرب.. والحواجز والدول. والانتقال من البندقية والقصف والمفخخات والانتحاريين بكل مآسيها، الى الموت الجماعي مع استنشاق الهواء.
لقد دفعنا كثيراً ثمن التغطية على الارهاب بحجة مقاومة الامريكان او الايرانيين.. ولم يعترف كثيرون بخطر الارهاب الا عندما اصابهم.. ويجب ان لا ندفع ثمن التغطية على الكيمياوي.. كما غطى من يبتلي به اليوم على استخدام "صدام" له وقتها. فالمعارضة السورية –عدا النصرة- تصرح بادانة الكيمياوي.. كما تصرح دمشق انها لن تستخدمه "تحت اي ظرف من الظروف". ولابد من التحقيق الجدي، لادانة من قام بهذا العمل ومهما كانت الجهة.. بمعيار واحد ينطبق على الجميع.. وان لا تكون دوافع بعضهم مصلحة "اسرائيل" التي لم تخفِ عملياتها وتحركاتها منذ بداية الازمة لحسم هذا الملف بما يخدم اغراضها.
عادل عبد المهدي