ولاشك ان هذا موقف سليم وشجاع.. لتخفيف غلواء الفتاوى التكفيرية.. التي تمنح الغطاء لاعمال الارهاب والقتل والقمع.. التي تنتشر اكثر فاكثر في مختلف بلدان العالم وخصوصاً في العراق... وتأتي هذه التأكيدات بعد صدور ما سمي "رسالة عمان" عام ٢٠٠٤ والتي وجهها الملك عبد الله الثاني لـ ٢٤ من كبار العلماء المسلمين منهم –حسب التصريحات الاردنية- اية الله العظمى السيد السيستاني وفضيلة شيخ الازهر والشيخ القرضاوي.. والتي صدرت على اثرها محاور "رسالة عمان الثلاثة" وملخصها.. "ان كل من يتبع احد المذاهب الاربعة من اهل السنة والجماعة (الحنفي، والمالكي، والشافعي، والحنبلي) والمذهب الجعفري والمذهب الزيدي والمذهب الاباضي، والمذهب الظاهري فهو مسلم ولا يجوز تكفيره ويحرم دمه وعرضه وماله.. وان ما يجمع بين المذاهب اكثر بكثير مما بينها من الاختلاف.. وان الاعتراف بالمذاهب يعني الالتزام بمنهجية معينة في الفتاوى".
وبالفعل اعتمد مؤتمر منظمة القمة الاسلامي بدءاً من ٢٠٠٥ وثيقة عمان.. كما تبناها مجمع الفقه الاسلامي العالمي في جدة.. ووقع على الوثيقة اكثر من ٥٠٠ من كبار علماء المسلمين.. ومن مختلف المذاهب. واهمية الرسالة الاردنية انها تدين بلا تحفظ فتاوى التكفير والقتل.. والتي صدرت مؤخراً من بعض من تحمس لـ "محاور عمان الثلاثة".. بل ان اصرار العاهل الاردني على ذكر "العلويين" له مداليل فيما يتعلق بتداعيات الاوضاع السورية والمنطقة عموماً. قد يقلل البعض اهمية هذه المواقف، لكن تكرار الدعوات وصدورها من قيادات سياسية ودينية سيقوي وينشر المناعات المضادة للهجمات التكفيرية والارهابية والطائفية. ولاشك ان تأكيد المراجع والمشايخ الكبار والحوزات والجامعات، خصوصاً في العراق ومصر والسعودية وايران، وبقية البلدان، خصوصاً المؤثرة سياسياً او دينياً، سيساعد على نزع شرعية الهجمات. فالصراع السياسي السلمي او العنفي، سيسفر عن انتصارات وهزائم.. وقرح وقرح مقابل، وايام يتم تداولها بين الناس.. اما الطائفية والتكفير والارهاب فمحورها الحقد والكراهية.. وتهدف لشيء واحد هو كسر اي وازع ديني، وطني، مدني، عرفي واخلاقي لانهاء الاخر، وتصفيته، وتدميره، وابادته باشرس الوسائل، وابشعها، واكثرها خسة ونذالة. عادل عبد المهدي