فلذلك شرعت تلك البلدان عدة قوانين تهتم بهذا الشأن كونه مهم وحساس، ويتعلق بالحقوق والواجبات، وأولت له اهتمام واسع وكبير وقدمته على كافة المؤسسات، وجعلت له مركز للتدريب التخصصي" والمهني" فمركز التدريب للعنصر الامني والكلية العسكرية" بالتحديد" هي من اهم الركائز في النظام العسكري والأمني.
كونها تختص بالتدريب العسكري" المهني" وتحافظ على جميع مقدرات البلد ومؤسساته السياسية، والأمنية، والاقتصادية ...الخ وتحافظ على هيبة وسيادة الدولة، وتمثل القانون الرئيسي الذي يطبق على الجميع بدون تميز بين لون وأخر.
فالمؤسسة العسكرية من اهم المؤسسات في النظام الديمقراطي في العالم، وتحمل استقلالية كأمله، وتتعامل بموضوعية ومهنية عالية، وبعيده عن التحزب، والتخندق، الطائفي والحزبي، ولا تتأثر بالمناكفات السياسية، والشخصية، والحزبية.
حيث دأب معظم سياسي الدول العربية على إن تكون تلك المؤسسة الحيوية" والمهمة" جزء من اللعبة السياسية، وخاضعة إلى نظرية الحزب الواحد، وتعمل وفق ما يراه الحزب، وما تقتضيه مصلحته الشخصية، والحزبية، وإفراغها من محتواها الحقيقي ومهمتها الكبرى؛ وقد يكون شي اساسي في عملها الذي تأسست من اجله، وهو تامين جميع ممتلكات البلد ومقدراته، وتقف امام جميع التدخلات الخارجية والدولية.
ومن ثم انتقلت تلك العدوى العربية المسعورة إلى معظم السياسيين العراقيين بعد ٢٠٠٣ حيث جعلت الكثير يلجئ إلى تسييس القوى الأمنية، كما كانت في العهد السابق التي جعلها النظام ألبعثي مخالب سلطوية، وأداة للقمع يضرب فيها كل من اراد إن يقترب من عرشه، وجعلها مرتبطة ارتباط وشيك بمن يمتلك القرار والسلطة والمال، وقد عاد اليوم نفس الاسلوب السابق، وأضحت جزء من الصراع السياسي، والحزبي، والطائفي، وفقدت هيبتها ومهنيتها عند معظم ابناء الشعب، وصارت تدور في دوامة الصراعات الحزبية، ورؤيتها في ضبابية معتمة.
إن ابتعاد القوى الأمنية عن المسارات الضيقة، والمناكفات الحزبية، والشخصية، وجعلها مستقلة تمارس دورها وفق الدستور والقانون السائد في الدولة، وجعل قادتها مهنيين قادرين على قيادة تلك المؤسسة بشفافية" ومهنية عالية" وان يكون على سنامها البالغين في هذا المجال؛ ولا توكل مهامها إلى الشعراء، والأدباء، والمسرحيين، والرسامين، والنحاتين، مع جل احترامنا إلى هؤلاء، وإنما وضع الرجل المناسب في المكان المناسب حتى تكون الامور في نصابها الصحيح، وتسير في المسارات المنيرة...