والاختلاف في الرأي نعمة أيضا ً من نعم الله علينا لأنه لولا الاختلاف في الآراء والمعتقدات لما عرف كل شخص أخطاءه وسلبياته وكذلك ايجابيات الشخص الأخر لكي يستفيد منه ويفيده في نفس الوقت وهنالك مثل ياباني يقول (إذا اتفق اثنان في كل شيء فأحدهما لا حاجة له )
فجميع الأديان السماوية والقوانين الوضعية دعت إلى حرية التعبير عن الرأي وان الاختلاف في الارأء هو شيء طبيعي في البشر ولكن عندما يتحول الاختلاف إلى خلاف فهذا هو ما ينذر بالسوء وتدهور العلاقات بين الإخوة وعدم التقدم في كل شيء لان كل شخص منهما سيكون حجرَ عثرة ً في طريق الأخر وسيكون شعاره في تلك الحالة ( إنا اعترض إذا ً إنا موجود )
ولو سحبنا هذه المعادلة على الواقع العراقي لرأينا أنها تنطبق انطباقا ً تاما ً وخصوصا ً في البرلمان العراقي الذي من المفروض إن يسوي الخلافات الموجودة داخل الشعب ويكون هو وسيلة تحقيق الإخوة بين أبناء الشعب لكي يؤدي وظيفته بشكل كامل وهي تحقيق العدالة بين إفراد الشعب من جانب التشريع الذي يعتبر الوظيفة الأولى لمجلس النواب
ولكن ما نراه هو إن مجلس النواب هو من يدعوا إلى الفرقة والطائفية بين أبناء الشعب (الإخوة) في كل تصرفاته وإعماله وخصوصا ً تصريحات البرلمانيين الغير مسؤولة وغير مدروسة في نفس الوقت. بحيث انه عندما يصرح بتصريح ناري ومؤجج للخلافات الطائفية يشعر بأنه أصبح بطلا ً ورمزا ً في أعين هذه الطائفة أو تلك ولا يعلم إن بتصريحاته سوف يدعوا بشكل مباشر أو غير مباشر إلى زيادة إعمال العنف والإرهاب والقتل بين صفوف الشعب وأصبحت هذه الحالة معادلة معروفة فكلما اختلف النواب بدأت التصريحات النارية وتبادل التهم بين هذا النائب وذاك وفي اليوم التالي يشهد العراق إحداثا ً يندا لها الجبين وكأن هذه التصريحات بمثابة صافرة البداية لهذه الإعمال فكل تصريح يكون إشارة إلى جهة معينة فتبدأ بممارسة إعمالها الإجرامية دون قيد أو مانع من جميع أجهزة الدولة فكل يوم ٍ دامي يثبت بشكل قاطع فشل الحكومة في أداء واجباتها تجاه الشعب وخصوصا ً في الجانب الأمني فتحدث الانفجارات هنا وهناك ولم نسمع إي خبر عن عمل المخابرات التي يصرف عليها ملايين الدولارات ولا نشهد إي مسائلة أو محاسبة ٍ لأي من القادة الأمنيين والذين من البديهي هم متورطون في هذه الإعمال الإجرامية وحتى الغير متورطين في ذلك نجدهم غير مبالين بما يحدث وكأن عملهم أصبح قضاء واجب لأمر ٍ مجبرين على أداءه وليس هو ما موجودين من اجله أصلا ً فكل شخص يرمي بالمسؤولية والتقصير على الشخص الأخر ونسوا إن من يذهب ضحية تقصيرهم واختلافهم هو إخوانهم وليس أعدائهم
فالأخ الأكبر يدفع الثمن لأن رئاسة الوزراء من احد إفراده والأخ الأوسط لا يريد إن يحكمه الأخ الأكبر خوفا ً من إن يفعل به ما فعله صدام حسين بالأخير والأخ الأصغر يريد دولة ً لوحده ِ لأنه حلمه ويقول إن من حقه ِ إن يحلم كما يحلم الآخرون وبين هذا وذاك نرى الشعب بدأ يتبع المتخاصمين وينادي بمثل ما ينادون دون شعور وكأن العقل الباطن بدأ يسيطر عليهم جراء تكرار هذه التصريحات على مسامعهم بحيث أصبح حتى الأطفال يستطيعون إن يصرحوا بمثلها لكثرتها وتكرارها على وسائل الإعلام ونسى الشعب إن الاختلافات أو الخلافات السياسية يجب إن تبقى داخل إطار الحكومة يحلها السياسيين المتخاصمين فيما بينهم ولا يتدخل في ذلك لأنه إذا تدخل في ذلك (وهو مع الأسف لايملك وعيا ً يؤهله ُ لان يحل هذه المشاكل ) فانه سيؤدي إلى تفاقمها وهذا سيعود بالضرر على الشعب لان السياسيين محصنين داخل أسوارهم ولن يستطيع احد الوصول إليهم وسيكونون من جديد هم الضحية التي أصبحوا يجيدون أداء دورها وبإتقان !