أتعرض للسب والشتم باستمرار, فأثر العنف ألتهجمي الأخلاقي والجسدي مطبوع بلونه الأزرق, لازمني على شريط ذكرياتي اليومية, أصبح صورة في البوم اليأس ولكن لو يتوقف الزمن ولو لحظة, فانا الأبدي في زمن القسوة, أتذوق المر ولا احد يمسح صوت مدامعي.
دولة تربعت تحت خط الفقر, (عمالة الأطفال) آخذت بالتزايد وخاصة في الأماكن القريبة من الأحياء الصناعية وأسواق الخضار, حتى باتت مشاهد انتهاك حقوق الطفل تتكرر أمام أعيننا, أطفال يحملون أثقالا تفوق أوزانهم .
يتسربون من المدارس لتوفير لقمة العيش، في مجتمعات صناعية لا تعرف للطفولة معنى، فتفقد الطفولة معناها وتأخذ الأمية والتخلف مجراها, العمل مع محال تصليح السيارات (الفيترجي) خطر جدا, ليس فقط على أخلاقيات الأطفال وإنما هناك خطورة أخرى، فجميع أعمالهم تتم بمواد حارقة، يتعرض لها الأطفال ساعات كثيرة من خلال العمل في تصليح السيارات .
أصحاب المحال يرغبون بعمالة الأطفال وذلك لأسباب كثيرة منها مثلا أن الطفل لا يطالب بزيادة الآجر, وحين يتأخر لوقت لا يعارض على هذا, ولو طرد من العمل فانه لن يفعل أي شيء.
من المراقب لهذا الحال المرير؟ بكل تأكيد يجب أن نرمي بعض الثقل على (وزارة التربية), ونترك الوزارات والمنظمات جانبا, فالوزارة عليها التدخل بشكل مباشر ومن واجباتها, مراقبة الطلبة المتسربين من المدارس, وتكوين لجان خاصة لهذه الحالة السلبية، وان تقوم هذه اللجان بزيارة الأهالي لرؤية الوضع, فاغلب هذه الأسر تعاني من التفكك اسري وفقدان للمعيل في زمن الأزمات, ومن الطبيعي أن يكون الطفل هو الساند الوحيد.
يا وزارة التربية, ما هو مصير الأطفال ضعفاء البنية والقدرة؟ وأين يتجه بهم القدر في تخلف يأكل ثنايا المجتمع, أليس اسم وزارتكم الموقرة التربية والتعليم، تلك التي تقوم بتقويم وتثقيف الطفل وتساهم في بناء جيل وازدهار بلد؟! هل التنسيق مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية صعب إلى هذه الدرجة؟ لا أتصور انه بالأمر المستحيل, توفير مرتب قد يسد رمقهم وينقذ الطفل من مزبلة الواقع, نحن الآن بحاجة لحلول مجدية واقعية ناجعة لا ترقيعية, نبحث عن النظرة العطوفة الصادقة بضمير حي, نبحث عن احتضان طفل...
ما زلت تحت الشمس, احتضن الوجع, قدري من ضحايا سبانة ١٧.