وبعد سقوط الكابوس البعثي من واقع العراقيين عام ٢٠٠٣م، تحولت العملية ألأنتخابية لحالة لم يشهدها العراقيين من قبل، بعد إن كانت محصورةً بشخص واحد, أصبحت اليوم تفتح أبوابها لجميع المشاركين من الكتل السياسية، وتحول حاجز الخوف الذي أستخدمه الطاغية المقبور في أنتخابه الى حواجز الضغط والأغراء والتنافس الغير مشروع بين الكتل في العراق الجديد.
أن من أهم الشرائح التي تؤثر في قلب الموازين أثناء عملية ألأنتخاب هي شريحة المشمولين بـ( التصويت الخاص) بأعتبارها تشكل قرابت٤٠% من مجموع الناخبيين, فتضم كل من: قوى ألأمن الداخلي والدفاع، والراقدين في المستشفيات، والمحتجزين بالسجون على ان لا تقل مدة أحتجازهم عن خمسة سنوات، لذلك بدأت تظهر ملامح عملية كسب ألأصوات حول هذه الشريحة, كزيادة رواتب منتسبي وزارة الدفاع والداخلية، وألأهتمام بحالة المرضى داخل المستشفيات وتوفير العلاج اللازم لهم، والنظر بملفات المحتجزين داخل السجون، واهتمامات اخرى كتوفير الكهرباء التي باتت معجزة لدى العراقيين، وخفض الرسوم العالقة، وتمليك ألأراضي العشوائية وغيرها... ألأمر الذي يثير الشك أن هذه الصحوة الخدمية(الأنتخابية) قبل بدء الثورة البنفسجية بأشهر(سبحان مغير الأحوال) قد يتساءل البعض هل هذه رعاية أبوية أم دعاية أنتخابية من قبل رئيس الوزراء؟ فأذا كانت ألأولى صحيحة, أين ذلك كله منذ سنين عجاف على تداول السلطة؟ وإذا كانت الثانية الأصح, فهل هذا يدخل ضمن المنافسة المشروعة بأستخدام أساليب ألأغراء ومحاولات تسقيط المنافس الأخر بين أوساط الشعب العراقي؟ ربما يكون هناك تحليلاً أدق لا يمكننا الخروج من دائرته, هو قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ للهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَن تَعْدِلُوا وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾
سمفوية الولاية الثالثة ربما تعود وهي محملة بموسيقى دموية تعزف المشهد الدموي في الشارع العراقي، وتتحول رعاية ألأب( السلطة الحاكمة) الى دعايةً لأكمال الدرب, وتستبدل حرية التصويت الى نعم...نعم...نعم... ويبقى الحال كما هو عليه.