أما وأن هذا المبدأ يغزو أسواق صناعة الدواء، فهذه طامة كبرى، قياسا بالأسواق الاخرى المتعلقة بالاستخدام المنزلي والأستهلاكي.
الملفت في هذه القضية، أن شخصا ما، ذهب لإحدى صيدليات المدينة، ليجدد دواءه الخاص بمرض القلب، فقال له الصيدلي: اتريد النوع الأصلي أم النوع الغير اصلي!!، فتحير المريض وسأل الصيدلي عن رأيه للإستئناس به، فقال الصيدلي للمريض: لاأعلم اسأل الطبيب المختص!
فقلت في نفسي: إذا كان قلبك اصلي فخذ الدواء الأصلي، أو إذا كان قلبك غير اصلي فخذ الدواء الغير اصلي، وسبحان الله ربي لاأشرك به شيئا، وهل يخلق الله قلب اصلي وآخر غير اصلي؟استغفر الله العلي العظيم من قولي هذا وأتوب إليه، توبة عبد فقير خاضع مسكين، لايملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولاموتا ولاحياة ولانشورا.
إذا قبل مبدأ الأصلي وغير الأصلي، على الدواء الذي يعصمنا من المرض، فهذا يعني: اننا سلمنا بالقبول على أن الانسانية، انسانية اصلية وغير اصلية، والصحة ،صحة اصلية وأخرى غير اصلية، والناس القائمون على الصحة أصلاء، ويقابلهم اناس غير أصلاء.
يجب أن نسعى جميعا لابعاد هذا المبدأ من دائرة صحة المواطن، وعدم القبول بفكرة "الخطأ وارد" لأن ثمنه باهض التكاليف، يدفعه المواطن البسيط باغلى الاثمان، وقد تكون حياته هي الثمن.
فدعونا نناشد الناس الأصلاء القائمون على الصحة "الأصلية" لمكافحة هذا الفايروس، والعمل على فتح صيدليات مركزية تؤمن الدواء الأصلي، ومن المناشئ الموثوقة مع دعم بسيط للاسعار، لتنافس الأسواق الأهلية، وتقدم خدمتها للمواطن على مدار الساعة، إذا كانوا يحترموا المواطن كإنسان ذي قيمة عليا في المجتمع الحضاري، ويحترموه مرة أخرى كمواطن له حق كبير على هذا الوطن، ليتحرى سبل العيش الكريم، وله الحق في أن يتنعم بالأمن الدوائي والصحي الذي يجب أن تكفله الدولة، وأكسبوا بذلك رضاء رسول الله (ص) في الدنيا، ويوم الآخرة يستقبلكم وهو عليكم راض، وهو القائل (ص) "نعمتان خفيتان، الصحة والأمان"، ولا يظهرهما إلا الخيرون الراضون المرضيون.
علي الحاج