المبداء الاقتصادي المعروف الذي مفاده الحصول على اكبر منفعة بأقل التكاليف هو في الحقيقة لا يقتصر على الجانب الاقتصادي بل اخذ مفهوما أوسع واكبر حتى شمل الجانب السياسي وحتى التعاملات الشخصية والفردية شمله هذا المفهوم . ومن المعتاد في معظم النظم السياسية تبنيه لأنه يمثل مصالح شعوب وأمم وجرت العادة على اتخاذه قاعدة يرجع إليها في حسابات كثيرة يرجع إليها لمعرفة النجاح وتحقيق الأهداف .
لقد كان تصريح احد المسؤولين الأمريكان حول المصالح العراقية وأفضلية ارتباطها بأمريكا والغرب أفضل من ارتباطها بإيران لاعتبارات تراها أمريكا وحليفاتها من دول الغرب أنها صاحبة الوصاية والدراية والإدارة الحقيقية في مجمل الحياة السياسية العراقية ومن هذه الاعتبارات الفكرة الازدواجية بين شعورها بأنها المحررة للعراق وتارة أنها محتلة للعراق فلا بد لنا من ذكر جورج بوش الابن عندما أعلن أنهم جاءوا إلى العراق فاتحين ومحررين فبعد سقوط النظام الدكتاتوري السابق علت الإصوات بخروج الفاتح المتفضل فرأى ضرب لمصالحه في هذا الجانب فأعلن نفسه وقواته محتله للعراق وهنا أصبح عليه لزاما إن يتعامل مع القانون الدولي كمحتل ويخضع لضوابط و قوانين الاحتلال التي تقرها الأمم المتحدة فهذا الوضع أفضل من سابقه فيمكن التعامل مع الأمر الثاني بالتسويف وتقديم التبريرات المفتعلة عن أي خرق للقوانين والحجج كثيرة هذه نبذه بسيطة لنجعل المقارنة الأمريكية هي بمثابة برنامج عمل وليس توقع أو حدس متأتي من حبكة سياسي وإنما نشاط لا بد العمل عليه وإقراره من وجه النظر الأمريكية .
ونأسف على الوضع السياسي العراقي المربك الذي أصاب الساحة السياسية وما نتج عنها من خلافات ومضاربات سياسية قضت على التوجه الوطني الذي يبحث عن مصالح العراق الحقيقية ومحاولة تحقيقها فمن المفروض إن المصالح السياسية العليا للعراق تخضع للقانون الاقتصادي الذي طارحناه آنفا بأن يكون هناك ميزان يضع في كفتيه المصلحة العراقية من جهة مع إيران ومن جهة أخرى مع أمريكا وأيهما يرجح يكون هو صاحب السبق ومصلحة العراق فوق كل المصالح لا إن يقررها أمريكي أو إيراني أو أي طرف أخر فضلا عن إن أمريكا فقدت مصداقيتها إمام كثير من شعوب العالم وهي صاحبة السمعة السيئة لان لا أمان مع أمريكا إضافة إلى إن التعامل معها وفي الأخص كدول الشرق مدعاة لسمعة غير طيبة ومؤاخذة كأنها وصمة عار وبالرغم من كل ذلك فأنها مصدر لعدم الثقة والأطمأنان ولكن بالرغم من ذلك سوف نرتبط بها بشكل أو بآخر لان الوضع السياسي العراقي ضعيف مع شديد الأسف ونحن كمن ساد من غير قرار أو سبادة التابعين للغير .