ليس في ذلك شيء خاطئ إن نظرت إلى ذلك من وجهة نظر السلطة الرابعة ، وان أشرت أو ألمحت إلى انه يجب إن توضع محددات أو اطر عامة – سواء من قريب أو بعيد – لطرح الأفكار، ومنع نشر كل الأفكار التي تهدد المنظومة القيمية للمجتمع، كالدعوة إلى العنف ، والتخندق الطائفي وغيرها من الأفكار الهدامة ، سيعتبرك الجميع رجعيا ً ، وذو فكر هدام ، تميل إلى الحكم المتسلط وترفض الديمقراطية ، ونسوا إن فتح باب النشر على مصراعيه إمام الأقلام المدسوسة ، وإمام الكتاب الذين باعوا بلادهم قبل ضمائرهم بعدة دولارات ، هو الهدم بعينه .
فهل العبرة في الحرية المطلقة للنشر والطباعة ؟ أم ما يستفيد منه المجتمع والآثار المترتبة عليه ؟
فترك الطفل يلعب بأعواد الثقاب داخل المنزل حتما ً سينتهي بإحراق المنزل أو جزء منه على الأقل ، ولا يمكن إن ندعه يفعل ذلك بحجة الديمقراطية ، لان الديمقراطية لا تدعوا إلى نشر الأفكار العدوانية والدعوة لها ، وإنما الغاية من الديمقراطية هي جعل الفرد يعيش حياة كريمة بعيدا ً عن الخوف، والإرهاب والتعدي على الحقوق .
ولكننا لا يمكن إن ندعو إلى فرض قيود صارمة أو إنشاء هيئة خاصة تسمح بنشر هذا ومنع ذاك ، لان هذا سيؤدي بطريقة أو بأخرى إلى نتائج عكسية ستكون السلبيات المترتبة عليها أكثر من الايجابيات المبتغاة منها .
فهل نملك عقول وقيادات تستطيع إن تجد نوع من التوازن بين حرية الكتابة والنشر وبين مصلحة المجتمع التي تمثل الغاية المبتغاة والنتيجة التي يطمح لها الجميع ؟