فأجاب قائلا : هذا لايسمى صلح ، بل استسلام . قالوا لماذا؟
قال؛ لأننا لم نعد اقوياء بمستوى قوتهم من الناحية العسكرية واللوجستية ، فإذا وصلنا إلى ذلك المستوى ، حينها سنفكر بالأمر .
الشاهد ، أن هذه التداعيات التي حصلت للعراق والعراقيين سببها الديموقراطية العرجاء، التي هي بمثابة الفوضوية، لأنها لاتصلح لشعب مثل شعبنا، الشعب يريد ديموقراطية حقيقية.
أنا لا اقصد ذم الشعب اطلاقا وانحني له اجلالا واحتراما . لكن هذا الشعب المظلوم لا يريد مزاولة مرحلة الديمقراطية المزعومة الغير حقيقية، لأنه بحاجة إلى ديموقراطية حقيقية في الظرف الراهن الذي اعقب فترة ما ماقاساه الشعب من مآسي وويلات خلال السنين المنصرمة العجاف على مدى قرن من الحروب والظلم والويلات والنكبات وقد تسلط على رقابه الظلمة من الحكام والمنافقون والزمكانيون .
الشعب العراقي ليس بحاجة إلى ديموقراطية مزيفة في الوقت الحاضر، بل هو بحاجة إلى ممثلين وقادة عدول مخلصين تلتف حولهم الجماهير ليزيلوا عن هذه الأمة الامت والحيث والظلم، وليستثمروا طاقات العراقيين الخلاقة وليحافظوا على ثروات البلد من النهب والسلب والتقاعس ، ويضربوا بيد من حديد كل الفاسدين والمتلاعبين بمقدرات هذا البلد وشعبه ، ويسعون لأنضاجهم سياسيا وفكريا ونفسيا وأخلاقيا واقتصاديا وبنيويا وثقافيا للوصول رويدا رويدا إلى بر التطور والرقي والكمال واللحاق بالركب العالمي، فإذا وصلنا لتلك المرحلة بدون مسميات، عند ذاك سموها ماشأتم، سموها بالحرية أوالديموقراطية، كأننا سأمنا من الشعارات الكاذبة، والمصطلحات البراقة، والأسماء المشبهة.
وهكذا كان دأب الشعوب والانظمة التي سبقتنا في هذه التجربة التي تحتاج إلى مزيدا من الصبر والتضحية والتلاحم والوعي .