على الرغم من أن التأريخ في عقده السبعيني من القرن المنصرم أرخ في طيات أيامه بزوغ الولادة إلا انه يتجاوز حدود المسافة الزمنية في فهم وإدراك وحكمة عالية العناية العقلية التي تختزل في مضمون وعيها المائة عام فتقع في حيرة العنوان والدلالة ما بين المسافة والزمن, فأيهما أصلح رجل يخترق الحاضر بلباس الإرث ام عمامة تنطلق من الماضي بزي العصر, وكلاهما سؤال يسقط في فخ الإبهام والتعقيد إذا ما فقد الجواب احد شقيه, وهنا يتعسر الإعراب ويفتقد التحديد ,إذا ما أدركنا إن الظرفية السياسية التي أحاطت بقيام السيد عمار الحكيم كمرجعية سياسية , اتسمت بتصارع الأجندات ومنهكات البناء, ليضع القدر السياسي رحاله في هرمية المجلس الأعلى الإسلامي وهو يأبن رموز البيت تباعا , فابتدأ مع السيد محمد باقر الحكيم وانتهى في السيد عبد العزيز الحكيم, مما أفضى عن اهتزازات مجلسيه كادت ان تعصف بالتاريخ والأرشيف والمسيرة لولا ان وضع الكف على المقود في توجيه بوصلة الحركة نحو أفق النجاة, حياة مجلسية قامت على جدلية القادم , مابين نظرية الصلاح والأصلح عمرا ومابين مهنجية الاقوم تاريخا, حتى قطع عمار الحكيم دابر النزاع , معلنا بملئ عقول الآخرين ودلائل المسترشدين , ان الحكيم توليفة نضالية جمعت رائحة الدين بطعم الزعامة, فاجتهد في الترميم وأبدع في التصور ’ أردف الجناح بالجناح , فخاطب الرعيل المجلسي بإرادة الفرسان , وحلق برغبة الوطن والتكليف, ليحزم امتعته باحثا عن تأشيرة دخول في أتون السياسة والصراع, حاملا معه حكمة الجد الحكيم وسياسة العم مهدي الحكيم ومشروعية الأب المؤسس محمد باقر الحكيم وصبر العزيز, قرأ الواقع بفلسفة التجربة فصدح مناديا ودليلا في بيان الحل والمخرج , قرأ الأخر الشريك شريكا فقرأه الأخر خصما, فأراد البعض منهم ان تنتهي السلالة وتستنزف الريادة, فأبى التاريخ ان يخرج من عباءة المنطق وقداسة الجذر والأصل.