وهُنا يَجبُ أن يكونَ المُنتَخِبُ واثِقاً بأنَّ مراكزَ الاقتراعِ هي الفَيصِل, فَقَدْ ولى زمنُ الانقلابات.
حَقٌ شَرعيٌ جاء بأمر من المرجعيةِ الرشيده, ممارسةٌ رضَخَ لها كُلٌّ الساسةِ العراقيون, متابعون ومخالفون.
هُنالِك ممارساتٌ شبابيه تظهر في بعض الأفلام عربية وأجنبية, عندما يختار شابا فتاة للزواج, نرى بيده زهرة يُقَطِّع أوراقَها, يُكرر تُحِبُي, لا, قد يقوم البعض بكتابة أوراق ويعمل قرعة كالجاهلية, أقول إن هذه الأفعال تنم على عدم الثِقةِ بالنفس, فهو يعرفُ الفتاةِ عن طَريقهِ شَخصياً أو عن طَريقِ أهلهِ ومعارفه, من لم تعجبه المواصفات في هذه, فلا بد أن يختار غيرها, فقد قال الرسول الكريم: الزواج سُنَّتي فَمَن رَغِبَ عن سُنّتي فليسَ من أُمَّتي. هذا شرع الله والانتخابات رأي المرجعية, التي هي امتداد للعلم الإلهي, هناك مقاييس للاختيار, أهمها الأخلاق, بالرغم من أن الجمال مهم, وكذا بالنسبة للمرَشحين, ليس الكلام المُنمق هو المطلوبُ فقط, بل يجب البحث عن الكفاءة والسؤال عن النزاهةِ وإتِباع المرجعية. يقول البعض: فإن ظهر خلاف ذلك بعد الزواج من قَبل المرأة؟ نقول هناكَ عدة طرق لمُحاولةِ رجوعِها لما يريده الله عز وجل, فإن استنفذت الوسائل, حق عليها الترك والتغيير من قبل الزوج, وكذا هي الانتخابات إن لم يكن المتصدي للخدمة وتقديم ما يهم المواطن, فقد وجَبَ تغييره, فأربعُ سنوات كافيةٌ لبناء دول.
نعم فالتغيير لمن لا يخدم شعبه ويجعله يعيش في دوامة تُنزِلْهُ إلى قاعِ الفَقْرِ, غارقا بالدماء, أزمات ومهاترات, تأخيرٌ لمصلحة المواطن, من أجلِ عرشٍ زائل, متناسيا العملية الديمقراطية, التي أقعدته في محلٍ لا يستحقه.
لا سِيَّما أنه كان ممن ينادي باسم المرجعية, فظهر الخلاف. وقد قال علي بن أبي طالب عليه السلام:من خَبُثَ عنصره, ساءَ محضَره.
كما أن الحسينَ عليه السلام قال: مِثلي لا يُبايعُ مثله. كنايةً للفاسد.
كما قال أمير المؤمنين أبو الحسنينِ عليهم السلام:
العجلة تمنع الإصابة و" يستدلّ على خير كلِّ امرئٍ وشرّه وطهارة أصله وخبثه بما يظهر من أفعاله".
نعم كفانا عجلةً في الاختيار ولنبحث عن الطاهر أصله والأصيلُ قولا وفعلا.
ليعلم المتصدي أن ما يأخذ من أموال إنما هي خدمة صالحة جليلة فقد قال زوج البتول عليهما صلوات الله" أصونُ عرضي بمالي لا أُدنّسُهُ لا بارَكَ اللهُ بعد العِرضِ في المالِ!
كون المال الحرام يدنس العرض,
ولنا أن ننظر إلى ما يُقال لا إلى من قال, فليس كل قوّالٍ صادق. بما أننا في أشهر المصيبة الحسينية أختتم مقالي هذا, أن الإمام عليه السلام خرج للإصلاح, وليكن خروجنا بعد العزم خروجا لتغيير السُفهاء الذين تصوروا أنهم غلبوا إرادة الشعب, ليكن لنا أملٌ راسخٌ في التغيير, ولا ننتخب من يمن علينا فالمنة لله. ومن العبد تُفسِدُ صنيعُه, فلا بأس إن صبرنا على الفساد فتره مادام هناك فسحةٌ للتغيير, فمن صبر غنم ومن تفكر علم.