١- الاختلاف حول مفهوم الدولة.. فالكرد يرونها استحقاقاً قومياً....والسنة استحقاقاً تاريخياً.. والشيعة استحقاقاً للاغلبية، ناهيك عن الاخرين.
٢- الامتدادات الاقليمية المساعدة او المعرقلة، مما يجعل مصادر القوة والضعف مصادر خارجية ايضاً، وليس داخلية فقط.
سبق للكرد ووُعدوا بدولة حسب اتفاقات سيفر ١٩٢١.. فقاتلتهم الدولة.. واحرقت قراهم وهجرتهم عند قوتها، وفاوضتهم عند ضعفها. فترسخت مطالبهم بمزيد من الاستقلالية في مناطقهم.. وباستحقاق حقيقي في بغداد، او خليطاً يرتفع وينخفض حسب الظروف.
ويرى السنة -الذين حُكم بهويتهم وباسمهم لقرون- تغيير ٢٠٠٣ مؤامرة وتهميشاً، رغم معاناتهم الاضطهاد والظلم كالاخرين. فلعبوا دور غيرهم السابق، المصيب او الخاطىء، في المقاطعة والمعارضة ورفع السلاح.. مع وعي جمعي تجعل قبول او توتر حسهم العام عنصراً حاسماً للوحدة او الانقسام.
اما الشيعة فنمو احساسهم باغلبيتهم.. واستهدافهم المبكر خصوصاً، من بقايا النظام السابق او الارهاب، عززت شعورهم بالمظلومية التاريخية وصورها المختلفة في وعيهم العام، فاندفعوا للمسك بمصادر قوة الدولة بوسائل مبررة ومرفوضة، وبالعنف المضاد المشروع واللامشروع.
فالمسألة ليست صراع شخصيات ومصالح حزبية، او موضوعات اثيرت مؤخراً ولم تكن موجودة سابقاً. انها كانت حاضرة ولكنها كانت تقمع، وان اجواء الحريات دفعتها للسطح، كما هو الامر في بقية البلدان العربية او غيرها التي لم تنجز عقودها التأسيسية. فالاهم قدرة الجماعات لقبول العقد الجماعي، بشروطه والتزاماته وتوازناته وما لهذا الطرف او ذاك، بدون لف ودوران.. اما التلويح بالقوة ونتائجها الكارثية المجربة، واستغلال قدرات الدولة لضرب الاخر، او استغلال الاخير قوة السلاح والضغط خارجها.. ولجوء كل الاطراف لامتداداتهم الخارجية.. والتغطي بالشعارات والكلمات الرنانة، فانه تحايل تاريخي ومع النفس والوطن ضار لكل منا، وضار للبلاد ايضاً.
ان استفراد مكون وعرقلة الاخرين، ومهما كانت الاسباب والمبررات، لا يبني عراقاً موحداً مستقراً ينصف جميع مواطنيه.. ويستطيع التقدم والبناء والتناغم مع محيطه الاقليمي والدولي.. فسعي اي طرف للاستفراد لا يمكنه ان يكون الا عبر الوسائل القمعية والتهم الباطلة، او بالاستنجاد بالاجنبي .