تعود أسباب معاناة الشعب,الى عجز القائمين على هرم السلطة من تلبية حاجات الناس, وحرصهم على تأمين مصالحهم فقط والانشغال بالصراعات والسرقات.
تراكمات طويلة, من ألاهمال والفساد ألاداري, ونقص الخدمات, والفقر, والبطالة, وتدهور ألاوضاع الاقتصادية, وأنتشار المحسوبية, والصفقات المشبوهة, والموت بالجملة, والصراع على المناصب, وأنعدام الامن, والقائمة تطول, وما زاد الطين بلة التصويت على أمتيازات الرئاسات الثلاث ونواب البرلمان, فكانت تلك القشة التي قصمت ظهر البعير, وقضت على طموحات الحالمين بالسلطة من جديد, بعد أن سقطت ألاقنعة وظهرت وجوههم الحقيقية أمام الشعب.
دكتاتورية أخرى, تسعى لترسيخ جذورها من جديد, في بلدٍ عاش أكثر من ٣٥ عاماً محكوماً بالحديد والنار, فكيف يمكن أن يتحمل الشعب معاناةٍ أخرى؟ وكيف يمكن أن تطوق أذرعة الدكتاتورية, عنق البلاد المتعطشة للحرية؟ والتي تنشد العيش وفق أبسط المقومات.
تكمن العبرة في ألاستفادة من تجربة عشرة أعوام مضت, ومعرفة من أقدر على أن يخدم شعبه, لا من يخدم نفسه ويسعى لسرقة حقوق البسطاء, أفرزت تلك التجربة, خيارات حقيقية وأتضحت أبعاد الصورة أمام الجميع, فباتت جلية واضحة, تماماً كا الشمس في كبد السماء, فلا يمكن بعد ذلك أن يتم التستر, على مافيات السلطة وأخفاء الحقائق.
أنقطعت خيوط الفزاعة, التي كانت تقف وسط المزرعة, فهي لم تعد تخيف الطيور في وسط الحقل بعد آلان, وظهر عجزها أمام العلن, فهي ليست أكثر من مجرد كومة قش تغطيها قطعة من القماش, لاحول لها ولاقوة عاجزة عن حماية نفسها فكيف يمكن أن تحمي الحقل من الطيور؟ هذا هو بالضبط الوصف الذي ينطبق على ألاحزاب القائمة على هرم السلطة, والتي تمسك بزمام ألامور.
لعبة السياسية, أوشكت على ألانتهاء ولم يعد لبعض ألاحزاب فيها من نصيب, في الجولة ألاخرى, فقد أنتهت فرصتهم, ولم يتلزموا بأي قانون من قوانين الجولة السابقة, بل أنهم أنتهكوا جميع القوانين, وتخطوا جميع الخطوط الحمراء, فلا يمكن بعد ذلك ألا أن يصبحوا خارج اللعبة.