شاهدنا، وسنشاهد في الأيام القليلة المقبلة الماراثون الانتخابي الذي جعلته معظم الكتل ماراثون تسقيطي، كونها لا تملك برنامج واضح، ولا رؤية لقيادة البلد، وتريد إن تغطي على إخفاقات في جميع مفاصل الدولة.
مما يؤسفنا إن نرى اليوم، وبعد مرور عشرة سنوات على سقوط النظام ألبعثي لم نتمكن من مغادرة الدائرة الضيقة، والمحور الطائفي، والحزبي، والقومي؛ كون الكثير من ساسة العراق من لم يفهموا ابجديات الحوار، والتعايش السلمي، وتربعوا على العرش بالصدفة، وتحت رداء الإسلام، واليافطة الطائفية؛ التي تعاد علينا روائحها النتنة قبيل كل انتخابات، ونقل ضباط من هنا، أو هناك، والغاء ترشيح بعض المرشحين بأسباب واهية وفي أمور غامضة، وضرب جميع الخصوم السياسيين؛ مستخدمين المال العام، والإعلام الرسمي الذي اتضح لنا غير حيادي في نقل الرسالة الإعلامية، والذي أصبح عبارة عن بوق بيد ولي النعمة كما يعبرون، وإما نحن كشعب كم حاولنا إن نغادر لغة التسقيط، والتخوين، والتهديد بشكل عام.
المواطن الذي تخطى جميع هذه العقد الطائفية، والقومية، والحزبية، واختزل اسما ينم عن مدى وطنيته، واهتمامه بالمواطن، وجعل المواطن ياخذ دورة بشكل ريادي في المجتمع العراقي.
هذه النظرة الواسعة، والطريق السليم؛ الذي يصل بنا إلى بر الأمان، ويجعل كل فرد يحس بوطنيته، وانتمائه إلى بيته الكبير، وهو الوطن.
كتلة المواطن التي غلقت الأبواب أمام المتصيدين بالماء العكر، وألجمت أفواه الأبواق التي تريد إن تظلل على الرأي العام من خلال شعاراتها، وأساليبها الانفعالية، وقراراتها الارتجالية، واختزلت مشروع بناء الدولة من خلال جملتين(المواطن يريد).
ما الذي يريده المواطن العراقي.؟ الأمن، الخدمات، الصحة، السكن، محاربة الفساد في جميع مفاصل الدولة، القضاء على الروتين القاتل في دوائر الدولة، غلق أبواب الطائفية، والحزبية، حكومة منسجمة تعمل بروح الفريق الواحد...الخ كل هذا المواطن يريد التغير...