فهي تقف في صدارة المؤسسات الثقافية التي انجزت حضوراً متميزاً وفاعلاً في البناء الثقافي.
في هذا التحقيق كانت لنا جولة في اروقة مطابع دار الشؤون الثقافية العامة مؤخراً ودورها في طباعة الكتب لتزويد القارئ بما يغني افكاره ويوسع في دائرة ذهنيته الثقافية.
فاذا اردنا ان نتعرف على تقدم اية امة ننظر الى نسبة الكتب التي تنتجها مطابعها بالنسبة الى عدد افراد هذه الامة وحينئذ ندرك مدى رقيها وتقدمها وتحضرها.. فاذا أنتشر الكتاب في امة عاشت عيشة مرضيه، واذا انصرفت الامة عن الكتاب تقهقرت وعاشت في بلاء وشقاء حيث يخيم عليها الجهل والامراض.
اذا ما الجهل خيم في بلاد
رأيت اسودها مسخت قروداً
ولا ننسى المقولة المشهورة السائدة في الاوساط الثقافية العربية ان القاهرة تكتب وبيروت تطبع والعراق يقرأ. ونحن اذ نسلط الضوء على بغداد من انها بدأت تكتب وتطبع لنفسها... وتوزع مطبوعاتها الى العواصم العربية والدولية وبذلك تفند تلك المقولة والتي ذهبت مثلا علينا.
التقينا بالسيد المهندس طارق عزيز / مدير مطبعة دار الشؤون الثقافية العامة التابعة لوزارة الثقافة حيث وجهنا له جملة من الاسئلة لعل القارئ الكريم يقف على معرفة كيفية طباعة الكتاب في هذه الدار، فيقدم نبذه مختصرة عن المكائن الطباعية الحديثة التي زودت بها الدار من حيث عددها ومنشأها وسعتها وسرعة العمل عليها.
اجاب قائلاً:
ـ تم تجهيز الدار بمكائن طبع حديثه ١/٢ بطال عدد / ٢ ومن منشأ الماني نوع سبيد ماستر سعة وسرعة العمل بين ١٠ ـ ٦ الاف ملزمة / سادة كذلك تم تجهيز الدار بمكائن تكسير عدد / ٢ جديدة لغرض تكسير المطبوع.
س٢: ما هي المعوقات التي تواجهكم اثناء العمل وهل يمكن تجاوزها؟
ـ ان اهم المعوقات التي تواجهنا اثناء العمل: هي عدم توفر المواد الاحتياطيه للمكائن القديمه بسبب اندثارها وعدم توفرها في الاسواق المحليه.
س٣: ماذا تقول للجهات الحكومية والدوائر التي تريد ان تطبع كتبها مثلاً (وزارة التربية) هل بامكان دار الشؤون تلبيه طلبها وبأسعار رمزية.
ـ نعم بالامكان تلبيه طلب الوزارات والمؤسسات الحكومية ومنها وزارة التربية لطبع الكتب والمناهج المدرسية لتوفر المكائن الحديثه وحسب سعر السوق.
س٤: هل هناك من يقدم صيانة لهذه المكائن عند مواجهتكم بعض العطلات في العمل؟
ـ نعم هناك مهندسين وفنين جيدين يقومون بصيانه وتصليح مكائن الطبع والتكسير كذلك وهناك ادامه دوريه لكافة المكائن اسبوعياً.
س٥: هل تتصف المطابع بمميزات الحداثه؟
ـ بعد تجهيز الدار بمكائن جديده وحديثه اصبح المطبوع يطبع بصوره جيده ومنسقه من حيث الالوان الجمعية وبالتالي يخرج المطبوع بشكل جيده وجميل.
ونحن بدورنا نوجه دعوة الى جميع المؤسسات ودوائر الدولة الحكومية لتقديم مطبوعاتهم الى دار الشؤون الثقافية العامة والتي تكاد تكون الدار الوحيدة في العاصمة بغداد تساهم بطبع جميع ما تحتاجه دوائر الدولة من وصولات وكتب رسمية ومناهج دراسية واكاديمية وبأسعار تكاد تكون رمزية ومدعومة رسمياً كما نوجه دعوة اخرى الى وزارة الثقافة الى احتواء هذه الدار بتجهيزها بأحدث المكائن الطباعية وتحويلها الى دائرة ذات تمويل مركزي وبذلك تكون قد ساهمت في خدمة الوطن وتقدمه.