يجيبه الابن أليس هذا أفضل من الرسوب والبقاء في الصف نفسه!!، وتسال السائق لماذا ارتكبت هذه المخالفة المرورية وسببت هذه الإضرار؟ فيجيب: اوليس ذلك أفضل من أن أموت وجميع الركاب!!،وعندما تسال العراقيين عن سبب تدهور الأمور في بلادهم؟ فسيجبون أليس ذلك أفضل من الدكتاتورية وعودة الطاغية وازلامة وانزلاق البلد للفوضى وهكذا، ومن الواضح إن الشعب الذي يخير نفسه بين السيئ والاسوا لايحقق أهدافه السامية، ولأجل أن نكون شعب ناجح يجب أن يكون خياره بين الجيد والجيد جدا، فهذه الطريقة في التفكير هي الأصلح لنا بدل المقارنة بين السيئ والاسوء منه، التي ستجعلنا نراوح في مكاننا بينما يتقدم العالم، وكما معروف فان كل الأحزاب التي تتسلم السلطة دورة تخسرها في الدورة القادمة كما يحدث في العالم الديمقراطي إلا في العراق فان أحزاب السلطة تخسر جمهورها وتربح الانتخابات، وذلك لفشلها في تحقيق ما وعدت فيه في برامجها الانتخابية أيام الانتخابات حتى وان تم تحقيق الكثير منها، لكن نحن لا احد يتذكر الوعود والبرامج والخطابات التي أكدتها بعض الأحزاب ايام الدعاية الانتخابية فعند فوزها سوف تقضي على أزمة السكن، والفساد، والفقر، والبطالة، والإرهاب، وتطوير الصناعة، والزراعة من اجل الاكتفاء الذاتي، والتعليم وغيرها ، وعند تسلمها السلطة تنسى الوعود وينسى الناس الكلام السابق ويبدأ الخطاب الجديد برمي اللوم على الشركاء في العملية السياسية ، وان الحل في الأغلبية السياسية، وفي وسط هذه الفوضى يبرز أمل ببعض الوطنين الذين يدعون إلى دولة المواطن وليس دولة السلطة والحزب الواحد ، فالبلاد لاتبنى بالخطابات واستغلال المواقف بل بالعمل والفعل الواقعي والصحيح ومصارحة الناس بالممكن وغير الممكن وماهي الطرق والوسائل الناجحة للوصول للهدف، وهناك بعض فئات الشعب أدركت أين يكمن الحل فلم يعد التضليل والتهويل ينطلي عليها، وما رأيناه من إعلان ائتلاف المواطن من حشود كبيرة دليل نضوج ووعي ، ولأجل الوصول إلى العلاج الناجح لما يعصف بنا اليوم من إرهاب وفشل وتراجع في جميع جوانب الحياة والبقاء في نفس المكان ، نتيجة للخلافات السياسية بين السياسيين فيجب ترك المقارنة بين السيئ والاسوء والذهاب باتجاه الطموح وهو المقارنة والتخير بين الجيد والممتاز، ولا يحصل هذا بيد السياسيين وإنما بيد الناخب الواعي الذي يدخل صوته لصندوق الاقتراع بهدف الإصلاح والتغيير، من منطلق عقلاني وواع.