بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين
السلام عليك سيدي أبا صادق ... السلام على شهداء الجمعة الحزينة ... السلام على الدماء الطاهرة التي سقطت على أعتاب الحضرة العلوية المباركة ...
استكمالا للجزء الأول والموضوع الخاص بالذكرى السنوية الحزينة لاستشهاد المفكر الاسلامي والعالم الرباني والقائد الميداني ، آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم وجمع كبير من صحبه واخوانه من أبنا ء العراق الغيارى ، الذين اغتالتهم يد الغدر والخيانة بجوار حرم أمير المؤمنين (ع) ، نحاول أن نتطرق الى أكثر الجوانب المؤثرة والمضيئة في شخصية الشهيد السعيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (رضوان الله عليه) .
ان السنن الإلهية اقتضت ان يقدم العظماء حياتهم لكي تبنى الامم وتنتصر الشعوب ، ولاشك أن الدماء التي سالت على ارض العراق وعلى أعتاب صحن حضرة أمير المؤمنين (ع) في الجمعة الحزينة ستبقى نبراس للسائرين لإعلاء كلمة الحق التي ضحى من أجلها الشهيد الحكيم (رض) .
نستذكر اليوم عالم رباني مرهف بأحاسيس الضعفاء والمؤمنين مدرك للواقع السياسي والاجتماعي محب لوطنه وشعبه .. مثقل بالهم الوطني الصادق .. يحمل برنامجا سياسيا متكاملا يعالج فيه أوضاع وهموم هذا الشعب على اختلاف طوائفة ، و يجعل الولاء كله الى العراق ، ولعل هذا ما أخاف أعداء العراق مدركين قيمة هذه الشخصية الدينية والوطنية والتي عجلت بفعلتهم الشنيعة بقتلهم محمد ذو النفس الزكية محاولين معها دق الاسفين بين أبناء الشعب الواحد ولكن بفضل الله قد خابت آمالهم وكانت حادثة استشهاد الحكيم رمزا وعنوانا للوحدة والتلاحم ..
من أهم ما تميز به شهيد المحراب هو حالة الاخلاص لله ، وقد تجسد ذلك تماما في شخصيته الكريمة حيث كان زاهدا ومعرضا عن مباهج الحياة وملاذّها وفتنها ، ولم يستأثر بشيء منها وهو الذي ثنيت له الوسادة ، وكان لسان حاله كجده أمير المؤمنين (ع) « إليكِ عني يا دنيا فحبلك على غاربك ، قد انسللت من مخالبك وأفلت من حبائلك ، وأجتنبت الذهاب في مداحضك »..
بعد هجرة الألآم والتي امتدت لأكثر من عشرين سنة ، رجع القائد المنتصر ليحمل على الأكتاف في تظاهرة مليونيه زلزلت العالم وزعزعت عروش الطغاة خوفا من هذا النور والفجر الجديد الذي أبى وبكل فخر واعتزاز القبول بإرادة المحتل ووصاياه بتأمين طريق العودة لضمان سلامة السيد الشهيد ومرافقته بالمصفحات الأمريكية بحجة الخوف على حياته ! .. لكن شهيدنا الغالي أدرك هذه اللعبة السياسية والنوايا الخفية بفطنته وبصيرته وايمانه الذي تكشفت له الحجب !!
استبشر العراق والمحبين في العالم الاسلامي بهذه العودة الميمونة ليأخذ العلماء والصالحين مكانهم الحقيقي ويستكملوا مسيرتهم وطريقهم الجهادي والوطني الذي خطوه بدماء الشهداء الغالية ...
نعم السيد محمد باقر الحكيم يعلنها انه ماض لخدمة هذا الوطن العزيز من دون أن يتصدى لأي مسؤولية حكومية ولكنه لن يتخلى عن مسؤولياته اتجاه شعبه وسيكون خادم للشعب والمرجعية العليا وعلى رأسها سماحة المرجع الأعلى الامام السيد علي السيستاني حفظه الله في الوقت الذي كان الحكيم عالما مجتهدا !! وبدأت الأمور تتضح يوما بعد يوم وقد تجسدت الأقوال بالأفعال تماما بعد ان عرضت عليه الدنيا فأبى عنها (وكأني بلسان حاله يقول يا دنيا غري غيري) ...
نعم لقد تحقق الوعد الالهي في النصرة على الظالمين وسقط الطاغوت ، وبدء الشهيد السعيد مرحلة جديدة في التصدي لدور المرجعية السياسية والدينية لتصحيح الأوضاع وما أفسده الدهر !!.
تميز الشهيد الحكيم بخطاب شمولي وتتطرق الى دقائق الامور ومن المفيد أن نتعرف على البعد الديني والثقافي والسياسي لهذه الشخصية الفريدة من خلال خطاباتها وأحاديثها ونذكر منها :
لقد كان الشهيد السعيد قدس سره قدوة لنا في التعامل مع جميع الأطراف وعلى رأسها المرجعية الرشيدة ..
(( وكانت له كلمات معبرة بحق المرجعية حين قال ))
ان من أول الأولويات لدينا هي وحدة كلمتنا .. وان كلمتنا واحدة .. ومراجعنا متحدون .. ونحن في خدمة المرجعية .. وان الحوزة مشروع الهي جاء به النبي محمد ص وهي تشكل جزءآ من أجزاء رسالته ... ..
كما حرص السيد الحكيم في علاقته مع أبناءه واخوته في حزب الدعوة وخاطبهم بهذه العبارات الأخوية :
وقال ... يجب أن نتعاون جميعآ من أجل الوصول الى الهدف الكبير وهو أن يكون عراقنا حرآ مستقلآ ولاهيمنة للأجانب والآخرين عليه ...عراق تسوده العدالة والاحترام والمحبة والألفة والمودة لنتمكن أن نخرج بالعراق من هذا المأزق وهذه المشكلات المعقدة الى عراق آمن مستقر ، مزدهر واني أحيي كل الدعاة الصالحين والرساليين والمؤمنين المعذبين ...
وأكد حرصه بالتواصل مع الجميع والوقوف على مسافة واحدة من الجميع لأنه يمثل الحالة الأبوية والمرجعية في وحدة الصف ولم الشمل و كان من أولى الأولويات لديه هو
أولآ : (( وحدة الصف والكلمة و قال في ذلك )) .
نحن نحتاج الى وحدة الكلمة ومعرفة كل واحد موقعه وحقوقه وحدوده ، واحترام بعضنا الآخر ، فالوحدة لاتكون الا بالاحترام المتبادل وتكافؤ الفرص . والدولة والمجتمع لايقومان الا على أساس المواطنة والكفاءة والمشتركات . ومنها الاسلام
ثانيآ : (( في تحذيره من المؤامرات )) .
لقد بذل المؤمنون في العراق الجهود العظيمة والتضحية في سبيل الله وفي سبيل ايجاد التغير لصالح الشعب العراقي ولا قامة العدل والأمن والاستقرار ، وتحقيق الرفاه للناس ، تلك التضحيات التي أطلق السيد الشهيد الصدر (قدس سره) ندائه من أجلها عندما قال ، (على كل مسلم في داخل العراق ،وعلى كل عراقي خارج العراق أن يبذل كل ما في وسعه من أجل ازاحة هذا الكابوس الجاثم على صدر العراق ) فهذا هو الهدف الرئيسي الذي كان يستهدفه كل المضحين ، والآن توجد مؤامرات من أجل أن يعاد هذا الكابوس بطريقة أخرى ، فمن هو المسؤول عن كشف هذه المؤامرات ؟ وبما ان الحوزة العلمية صاحبة الهم الاساسي في الاسلام وصاحبة المبادئ والعقائد الثابتة والمواقف الصامدة الثابتة الأصيلة المستقيمة فهي التي يجب أن تتحمل هذه المسؤولية .
ثالثآ : (( في صياغة الدستور وحكم الشعب قال )) .
لابد من أن يصاغ الدستور بصياغة تحقق العدالة ولامعنى أن يكون هناك حكم مركزي يتحكم بكل شؤون العراق ولا رأي للعراقيين في بلادهم ، فليكن هناك رأي للعراقيين في هذه المحافظة وفي تلك يختارون المحافظين ومجلس المحافظة ويخططون لشؤون المحافظة ، وتكون هناك مركزية القضايا الرئيسية كالدفاع والخارجية والنفط أما التفاصيل فلكل محافظة شكلها .
رابعآ : (( من المفيد أن نتعرف على رأي المفكر الشهيد في تعين الوزارات ))
ان الوزارة التي يراد تشكيلها لا ينبغي أن تكون مجرد غنيمة أو ارث وحصص توزع على هذا الجانب أو ذاك ، يجب أن تقوم هذه الوزارة على ثلاث أسس رئيسية وأساسية دعونا اليها وندعو اليها ، وأنا أطلب من جميع أبناء الشعب العراقي أن يكونوا على وعي ومتابعة ومراقبة لهذه الخصوصي .
الأساس الأول : يكون الوزراء أكفاء قادرين على القيام بمسؤولياتهم الوزارية .
الأساس الثاني : أن يكون هؤلاء الوزراء من المخلصين للعراق والشعب العراقي ومصالح العراق ، بل جادين في اخلاصهم لحل مشاكل العراق .
الأساس الثالث : أن تكون الوزارة معبرة عن الشعب العراقي بأطيافهم المختلفة ، بمذاهبهم وقومياتهم . وانتساباتهم الدينية والعرقية .
خامسآ : (( في تصوره كيفية الخلاص من بقايا النظام ))
ان بقايا النظام البائد مازالت موجودة في العراق ، وتمثل مشكلة حقيقية بالنسبة للعراق وشعبه ، ولابد من اتخاذ كل الإجراءات الحازمة لمتابعتها وعدم التساهل معها ، نعم نحن نميز بين العناصر المجرمة التي كانت مع هذا النظام ، وبين أولئك الذين مشوا مع النظام بسبب الضغوط والشهوات والظروف السياسية ، فهؤلاء يمكن أن نفتح لهم صفحة جديدة ، ونتعامل معهم بطريقة الهداية والاستيعاب ، ولكن بصورة حذرة ودقيقة ، أما الذين تمرسوا في الجريمة وأوغلوا بها ، فلا يمكن التهاون معهم ، بل لابد من التعامل معهم بحزم ، مع اننا نجد الكثير من العناصر لازالت موجودة في مواقع حساسة من الدولة ومن ادارة الامور ، فلابد أن يتعامل بحزم مع هذه العناصر ، لان هؤلاء يمثلون الجهة التي تقف وراء هذه التفجيرات ، ووراء كل العمليات التخريبية التي شهدها العراق .
سادسآ : (( تحذيره من الوقوع في الفتنة )).
ينبغي على أبناء الشعب العراقي العزيز الحذر من الفتن الطائفية والعنصرية ، وعمليات الثأر التي يغذيها بعض الطائفيين والعنصريين ، وبعض السياسات ووسائل الاعلام الخارجية وذلك للكيد بالعراق وشعبه ولابد أن نعرف ان وحدتنا مستهدفة استهدافا واسعا وكبيرا من قبل أعدائنا الذين يحاولون ضعضعتنا سواء وحدة الشعب العراقي من خلال اثارة الصراع بين السنة والشيعة وكأنهم لسوا اخوة في الاسلام وفي العراق والهموم والقضايا المشتركة ‘ اما وحدة اتباع أهل البيت (ع) فيحاولون ايجاد الصراع بينهم لانهم وجدوا فيهم الصبر والصمود والاستقامة والاستعداد للتضحية والفداء .... ولم يعرف عن شيعة أهل البيت (ع) انهم مارسوا عمليات القمع والاستئصال ضد أتباع المذاهب الاسلامية الأخرى ، حتى في الحالات التي كانوا يمسكون فيها بأزمة الأمور .
سابعا : (( دعوته للمساوة بين العراقيين )) .
نحن نرى ان العراق بلد الجميع وملكا لأبناء العراق للعرب والأكراد والتركمان وغيرهم من القوميات يتساوون فيه بالحقوق والواجبات ولهم أن يتمتعوا ويتنعموا بخيرات العراق .
لقد كان شهيد المحراب حريصآ في ارساء تلك الوحدة ومساندته ودعمه لنضالات الشعب الكردي ضد الديكتاتورية الحاقدة وقد ترك هذا التحالف والتلاحم بين آل الحكيم بشكل عام وشهيد المحراب بشكل خاص والأخوة الكرد أثرآ طيبآ يتذكره أحبتنا الأكراد ويجعلوه نصب أعينهم في كل صغيرة وكبيرة في دعم اخوانهم وشركائهم في النضال والمظلومية التي وقعت عليهم من النظام الصدامي البغيض وبالتأكيد لم يكن هذا التحالف محل ترحاب من الأعداء والشوفينيين والحاقدين .
ثامنآ : (( ابداء رأيه في الشعائر الحسينية )).
ان الشعائر الحسينية لها آثار ومداليل تعبر عن حاجات ثابتة متعددة (تربوية) كايجاد العرف العام الذي يساهم في ضبط السلوك الاجتماعي للأفراد ، و(سياسية) من خلال الأداء الجمعي للشعائر كما هي في صلاة الجماعة والجمعة والحج الذي يظهر قوة الجماعة وتماسكها وعزتها وكرامتها، ويؤدي الى كسر حالة الخوف والتردد عند بعض الأفراد من خلال الانسجام في الحركة مع الآخرين و(اجتماعية) من خلال تأكيدها للعلاقات الاجتماعية بين الجماعة وايجاد روح التكافل والتعاون والتفاهم والمودة بين أفرادها . و(اعلاميآ) من خلال ماتقدمه الشعائر للناس من مضامين عقائدية ومفاهيم فكرية وأخلاقية كما يمكن أن تكون بعض الشعائر أفضل وسيلة للتعبير عن المتبنيات السياسية والاجتماعية .... وان الخطيب الحسيني الناجح والمخلص للثورة الحسينية ، وكل من يمارس شعائرها يجب عليه ربط الحاضر بالماضي والأوضاع السياسية المعاشة فعلآ بالأوضاع السياسية التي كان يعيشها الأمام الحسين (ع) ربطا إسلاميا حقيقيا وأما اذا ما ابتعد وجعل القضية وكأنها قضية تاريخية معلقة بين الأرض والسماء لا علاقة له بحاضر الأمة فحينئذ يبتعد عن قضية الامام الحسين (ع) ، فبقدار ما يقترب من الواقع ويشد الماضي بالحاضر والحاضر بالماضي ويربط هذا الواقع ربطا إسلاميا ويوجهه توجيها إسلاميا فهذا خطيب موجه ومفيد .
تاسعا : (( وفي تأكيده على حسن الجوار قال ))
نحن نريد علاقات حميمية مع جيراننا ، وشعوبهم ودولهم ، لاننا نعتقد ان المنطقة يجب أن تعيش من خلال التعاون وعلاقات الود والعلاقات السياسية القوية مقابل التحديات العالمية ، أما أن يكون هم الآخرين الكيد لشعبنا وأمتنا فهذا ما لانرضاه ولايرضاه شعبنا وأمتنا .
عاشرا : (( التواصل مع التيار الصدري )) .
حرص السيد الحكيم في التواصل مع أبناء التيار الصدري وأكد في برقيته التأبينية للمرجع الشهيد السيد محمد صادق الصدر (قدس سره) محذرا من الاختلافات وقال لابد أن نعرف المخطط الرئيس والخبيث الذي نفذه النظام في محاولته قتل العلماء الأعلام والمراجع العظام ،واثارته للاختلافات والشكوك والريب بين أوساط الحوزة العلمية والأوساط الدينية ، ثم الردود الشعبية الواسعة ضد هذا المخطط الرهيب ، ولاسيما بعد شهادة المرجع آية الله السيد محمد صادق الصدر (قدس سره) الذي كان لشهادته ردود فعل واسعة على المستوى الشعبي والدولي .
الحادي عشر : (( في تبيان الموقف الشرعي والأخلاقي من الاحتلال أوضح سماحته )) .
يواجه العراقيين الآن تحديا آخر في هذه الأيام وامتحانا آخر عسيرا وهو محاولات الهيمنة التي تبذلها القوى الاستعمارية ، ولابد لهم أن يتحملوا مسؤولياتهم الشرعية والأخلاقية والانسانية ليعبروا مرة أخرى عن عزتهم وكرامتهم وتمسكهم بالحرية والاستقلال والعدالة وان من أولى أولوياتنا هي تحقيق الاستقلال وانهاء الاحتلال واخراج القوى الاجنبية بالوسائل المشروعة من المحادثات والمقاومة السياسية الى الاستعداد الكامل لخوض المعركة ان لزم الأمر .
من خلال هذه الخطابات والبيانات حاولنا أن نبين المواقف الحقيقية لشهيد المحراب وتسليط الضوء على البعد العملي والسياسي والحنكة والذكاء والصلابة والاخلاص والتضحية والفداء وحبه العظيم لشعبه ووطنه الذي حمله معه همآ في حله وترحاله ليستحق بذلك أن يكون مدرسة جامعة بكل المواصفات كما أدعو جميع الأخوة المهتمين بتراث الشهيد الحكيم (رض) بالعمل الجاد على ادخال فصل مخصص لأبرز شهداء العراق للعقود الثلاث الماضية في المناهج الدراسية ، وتعريف أبنائنا التلاميذ بتاريخ هذه الشخصيات التي ضحت من أجل العراق كالصدرين وآل الحكيم والشيرازي وأبناء الحركة الاسلامية والوطنية والمقابر الجماعية وعمليات الأنفال وحلبجة والحقبة السوداء من تاريخ البعث المظلم .
لقد نذرت هذه الشخصية الرسالية نفسها وذابت حبا في شعبها ووطنها ودينها ، وقد كان للسيد الشهيد مايتمناه حين كرمه الله بأعظم الدرجات بالشهادة الحسنة مقطع الأشلاء وهو صائم مؤم للمؤمنين والزائرين وخطيب في حضرة أمير المؤمنين عليه السلام ...
محمد باقر الحكيم ونسبه الطاهر واستشهاده ترك الكثير من علامات الاستفهام حول قرب الظهور المبارك للامام المهدي عجل الله تعالى فرجه وفي الرواية المذكورة بقتل محمد ذو النفس الزكية في ظهر الكوفة وهو السيد الحسني النسب ! ؟
السلام على الصابر المجاهد .. السلام على السيد القائد .. السلام على محمد ذو النفس الزكية .. السلام على شهداء العراق السلام عليكم بما صبرتم فنعمى عقبى الدار ..
علي الموسوي / هولندا