صوتنا برلمانياً لتقنين الرئاسات بولايتين.. والموقف لا علاقة له بالاشخاص بل بالعملية السياسية والديمقراطية.. واداء الحكومة.. واهمية التغيير وتأكيد تداول السلطة وعدم احتكارها.. وعدم تحويل مفهوم الاغلبية الى مفهوم انتقائي يتمثل بعدد اصوات المرشح او القائمة، والاستنتاج ان الاغلبية تحققت لمجرد تقدم المرشح او القائمة على الغير.. فالاغلبية المطلوبة هي نصف البرلمان زائداً واحد.. وتحققها يتطلب تأييد قوى عديدة من الساحة الواحدة والساحات الاخرى.. ولا يمكن لطرف ان يضع حساباته "ائتلافياً".. ويحسب الاخرين "حزبياً". وبعيداً عن اشكالات الانتخابات، فان مقاعد "دولة القانون" (٩٥ مقعداً مع بدر)، ليست بعيدة عن "الائتلاف الوطني" مجتمعاً (٧٨ مقعداً).. بعد ان كانت (٨٩ مقعداً) للاول و(٧٠ مقعداً مع بدر) للثاني في ٢٠١٠.. وكذلك تتقارب الارقام عند المقارنة بين التنظيمات والاحزاب.. اضافة ان اغلبية القوى الفائزة وطنياً تصرح جهاراً نهاراً بتحديد الرئاسات بولايتين.. وان التعويل على الاغراءات والضغوطات لتفكيك المواقف هو بذاته انعكاس لتوجهات موازين القوى.
لن نفاجىء ان طرح الاخوة مبانيهم في الاجتماعات المرتقبة "للتحالف الوطني".. وسنطرح مبانينا وسياساتنا التي يجب ان لا تفاجىء احداً ايضاً. لن ننجر الى مواقف تريد تمزيق الساحات وتحويل الاخوة والصداقة الى عداء واحقاد.. وسنجادل بالتي هي احسن، وبحزم وبلا مداهنات.. ونتمسك بالمبادىء الدستورية والديمقراطية ومبادىء الاغلبية.. ونلزم انفسنا بها ونأمل ان يلزم الاخرون انفسهم بها.. فالسياسية وقائع وعلاقات وانطلاق عهد جديد.. وما لم يتراجع احد الطرفين، او يتفقا على حل، فستلعب الساحة الوطنية دورها في الحسم.
"الكردستاني" اعلن انه سيفاوض بوفد واحد.. وهناك محاولات مشابهة من "الوطنية" و"متحدون" و"العربية" وغيرهم. ونحن اذ ندعو لتوحيد الساحات الاخرى والساحة الوطنية عموماً، ندعو لتوحيد قوى "التحالف الوطني" على اسس مؤسساتية ودستورية.
رغم صعوبة الظروف وتعقيداتها، لكننا نستطيع تشكيل حكومة قوية بالسرعة اللازمة.. تتفق على برنامج الحد الادنى لتحقيق التجانس والانسجام وتخرج البلاد من ازمتها الراهنة.. وسنرفض تجاوز مفهوم الشراكة الوطنية، وسياسات الاقصاء والتهميش، او تحويل علاقاتنا مع "دولة القانون" واطرافه خصوصاً "الدعوة" من المنافسة السياسية والاجتهادات المنهجية والدفاع عما نعتقده سياسات صحيحة تحمي الوحدة والدستور وحقوق المواطنين وتبني دولة المواطن والمؤسسات، الى سياسة العداء والتسقيط.. فلا اعداء لدينا سوى الارهاب والفقر والتخلف والفساد والظلم.