نتأسف لأننا نعيش في زمن المتاجرة بالأصوات والأرواح، وقابلية لصوص السياسة كارثية في خداع طيف واسع من الشعب بالصفقات.
كل يتحدث بصدر عالي عن عدد المقاعد التي حصلها في الإنتخابات، ويتفاخر حتى صاحب المقعد والمقعدان، بأنها لم تأتي من التعينات وإستخدام المال العام، والأراضي الوهمية و الخطاب الطائفي أوالقسم بأغلظ الأيمان، ويعني قيمة المقعد أثمن من كل مقاعد دولة القانون.
العالم مشغول بالإنتخابات المصرية، وننظر برهبة وهيبة كيف أزاح هذا الشعب مبارك؟! ولم يصبر على مرسي اكثر من عام بعد أن تحول الى سلطة حزبية بعيدة عن المدنية، وكشفوا فساد شعارات ٨٥ عام للأخوان المسلمين.
فاز السيسي وبارك صباحي، وردت حنان الفتلاوي بالطلب بالتمتع بالروح الرياضية في العراق! وعلى الجميع ان يعترف بالخسارة امام دولة القانون ويكونوا جنود في معسكر الولاية الثالثة، بدل الحديث عن التزوير وإستخدام المال العام.
السيسي حصل على ما يقارب ٨٥% بينما دولة القانون ٢٦% منها ١٣ مقعد لحزب الدعوة، والذاكرة لا تزال حية بحصول العراقية على أكثر مقاعد، وأعتراض دولة القانون وإعادة الفرز، ثم إستغلال الأليات الديمقراطية للعبور الى رئاسة الوزراء والتنصل من التحالف الوطني، وكذلك تنازل المجلس الأعلى في عام ٢٠٠٦ للقانون ١٣ مقعد مقابل ٣٦ للمجلس، على ان تكون الدورة القادمة له، وتم التنصل في ٢٠١٠، ونتذكر أيضاً سعي معظم القوى لسحب الثقة من الحكومة، وتصويت البرلمان من منع الولاية الثالثة، والعقل يقول معظم الشعب رافض لتكرار الولايات.
نتحدث عن الإرادة الشعبية بمعانيها الحقيقية، بعيد عن الشعارات الرنانة والوعود الطنانة! نترك الإلتفاف على قواعد اللعبة القذرة التي تقطع كل طرق الحوار المباشر، وتحويل المقاعد البسيطة الى ذهبية واوراق رابحة، يعللها الماضون بها الى التوازن، او التمثيل لطيف بتلك المقاعد الهزيلة، رغم الإعتراف ان مقاعد القانون لم تكن لولا السلطة.
السيسي وصباحي وشعب مصر، سجلوا تاريخاً مشرقاً! ووضعوا بلدهم على قواعد رصينة للتبادل السلمي للسلطة، ورفض الأستبداد ودولة الفتاوى والرأي الأحادي، والحزب المنقلب على الشعب والمباديء والتضحيات، أزالوا ديكور بناء هَرِمْ، يعتمد النقل والخطابة، وأثبتالفشل عند ملامسة السلطة، والإرادة الشعبية، لا تريد إعادة تجربة مريرة ولا تقبل التخمين، واليقين يقول، بإن من وصل بأسلوب ملتوي لن يكون مصلحاً، وغاياته الباطنة لا تبرر أفعاله الفاسدة.
يتحدثون عن كيفية الحصول على الحكومة، ولا يناقشون البرنامج التنموي والإستثماري، وتحديد الأولويات والتحديات، يتحدثون عن الحصول على كم وأغلبية عشوائية، ولا يعرفون في ذلك حتفهم السياسي، بترك التحالف الوطني، يتباكون على ان المنصب صنع حصرياً لشخص ما، لإستكمال حكومة الوكالات والخراب، والتذرع ان الجميع لا يريد حسنات للمالكي، فإذا كان كذلك هل نتوقع ولادة قوى سياسية من خارج منطق العقل، وإذا كان من الوفاء وقبول التبادل السلمي والروح الرياضية ورد الجميل، فالاولى تذكر عام ٢٠٠٦، حينما اعطى المجلس رئاسة الوزراء لحزب الدعوة! والقناعة أن
الولاية الثالثة خراب ودمار وزيادة انقسام ودماء، وعليكم رد الجميل للشعب الذي دفع الملايين على مذابح الحرية.