بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة العلماء المحترمون في وزارة التعليم العالي الأردنية:
طبتم و طابت أوقاتكم ومساعيكم بكل خير, و بعد؛
نتساءَل قبل المشاركة في مؤتمركم العلمي عن مسائل مصيريّة قبل الدّخول في تفاصيل تحسين المناهج و الخطط الدراسيّة و الأنتاج العلمي و ما إلى ذلك؛ نتساءَل بجدٍّ راجين الجواب أو الوقوف على أسئلتنا التي تتركز عن الأهداف الأستراتيجية النهائية و التمعن فيها قبل آلبدء بأي عمل آخر!
لأن معرفة الهدف يُؤمّن و يضمن السعادة عبر تحقيق الخطط الأستراتيجية, من حيث لا فائدة في أيّ برنامج لا يكون الهدف النهائي فيه معلوماً أو غير واضح بشكل دقيق و شفاف, لذلك نتساأل:
ما هي الغاية ألنهاية من وراء رفع مستوى التعليم العالي؟
لمصلحة مَنْ يتمّ تحقيق ذلك بآلدرجة الأولى؟
والحال أن الأهداف النهائية مجهولة في نظامكم من الأساس؟
هذه هي دول الغرب التي سبقتكم بمئات السنين في مضمار التقدم العلمي؛ ماذا فعلت في النهاية؟ هل حقّقت سعادة شعوبها؟
و لا يخفى عليكم آراء بعض علمائهم الذين إنتبهوا للمأساة الكبيرة المعقدة التي أحاطت بهم بعد مسيرتهم التي بلغوا معها ألمدارج العلمية العالية, فخبراؤهم الكبار من أمثال (روجز تيري) يوعزون سبب فساد النظام الغربي و عدم إمكانيّة التخلص من الازمات و إيجاد حلّ جذري إلى أسس و فلسفة النظام الأقتصادي الغربي نفسه الذي تمّ تأسيسه عليها و لذلك أعلنوا؛[بأنّ العلاجات الشكلية و الظاهرية و المقطعية مهما كانت متطورة و دقيقة لا تجدي نفعاً و لا يمكن أن تكون ناجعاً لأنّ الخلل في فلسفة النّظام نفسه و ليس في النتائج!].
و أنتم أيها السادة – بغض النظر عن الفاصل الزمني بينكم و بين الغرب(بين الغرب و العرب) – تريدون تكرار نفس تلك التجارب الفاشلة .. فأين الحكمة في ذلك؟
و ما الفائدة؟
و ما الغاية؟
و لماذا تكرار الخطأ؟
عليكم الأستفادة من تجارب الآخرين قبل كلّ شيئ بمعرفة النظام الأجتماعي - السياسي الأمثل الذي يتحدّد فيه فلسفة الحياة و الغاية منه .. ثم الأيمان به ثمّ تطبيقه كي يكون ثمار نتاجكم العلمي مفيداً و منتجاً و مباركاً للجميع بإذن الله لتُحقّقوا آلأهداف الأنسانيّة العليا!
لأن مجتمع مبتلى بآلطبقية و الفواصل الكبيرة بين الناس خصوصاً في المعيشة لا يمكن أن يتذوق السعادة أبداً!
و إنّ التنمية العلمية مهما بلغت – و كما هو الحال في الغرب – بدون وجود النظام الأجتماعي العادل فأنها لا تنفع شيئاً و ستعمق عندكم المآسي و الفوارق الطبقية و الظلم و الأستغلال!
لهذا عليكم أن تضعوا بعين الأعتبار كل التجارب البشرية, و تحديد المنهج الأمثل قبل كل شيئ, علماً نحن بصدد دراسة علمية – تأريخية مفصلة بشأن (الأزمنة البشرية المحروقة) حاولنا بيان أسباب إحتراق تلك الأزمنة, و سننهي كما قد تعلمون الحلقة الأخيرة من ذلك البحث الهام خلال الأيام القادمة, نأمل أن تستفيدوا منه كي يكون بداية الخطوة الصحيحة من آلخطوات الألف التي أمامنا!
و بغير ذلك فأنكم ستصطدمون بمقولات الذين ذكرنا بعضهم آنفاً .. و بلا فائدة أو جدوى في مساعيكم التي نأمل أن تتحدد إتجاهها و فلسفتها قبل كل شيئ.
نتمنى لكم كلّ التوفيق و النّجاح بشرطها و شروطها, و الحمد لله على كل حال.
د. عزيز الخزرجي