قد ننسى من يموت، من تقتله حوادث الدنيا، وقد نقرأ قصيدة في واحد، لكن من الصعب نسيان من ترك أثرا في الدنيا بحجم الدنيا وإمتدادها التاريخي الطويل وعنفوان مافيها من حوادث وحكايات، لكننا أيضا لاننسى من خطت بفضله آلاف الكتب والمجلدات وملايين القصائد والروايات والفضائل، وإذا قال أحمق يكره ذلك الكيان العظيم، أعمدوا الى كل مكرمة لعلي وأمحوها فإنه نسي على مايبدو إن ملايين منها مخطوطة في الضمائر والعقول، وتتوزع في انحاء الأرض وعلى جغرافيا خمسين دولة كان علي بن أبي طالب خليفة عليها حين وقعت على رأسه ضربة الخارجي الموهوم بالصوم والصلاة عبد الرحمن بن ملجم.
ليس الوصول الى الله بكثرة الصيام والصلاة، بل بترك الخطايا، والقيام بشؤون الناس وعون المساكين والمستضعفين في الأرض. الصلاة عادة المخلوقات وليست هدية . القبرة تصلي، وكذلك يفعل الحمار والأفعى والكلب والدجاجة وسواها من حيوانات، حتى الحجر والشجر والحصى ومافي الكون من هواء وماء وفراغ وضوء وعتمة وزمان ومكان يتعبد لله بصلاته. وليس من منة لأحد على مولاه، وإذن لافضل لإنسان بالصلاة والصيام وكثرة القيام حين لايفهم الطريق الى الله.
فكم من قائم في محرابه وجاره يجوع، وكم من صائم ينتظر مائدة الإفطار وصغار جيرانه لايهتدون الى الطعام، ولايملكون مالا لذلك ولادواءا لمريض يتقلب على سريره، هذا إن كان من سرير في منزله. كان علي يتفقد يتامى الناس ويتحنن على صغارهم، وكان يقاتل أعداء الله ولايسئ لهم، لم يكن ينتهك عرضا بإسم الدين، ولم يكن يستولى على مال، ولم يكن يكتب على بيوت الناس( عقارات الدولة الإسلامية) ولم يذبح على الهوية كما يفعل الغلاة المارقون من الدين، ثم يذهبون للصلاة ومضاجعة الناس فرحين مسرورين يعتقدون الله معهم يبارك لهم فعلهم الشرير هذا الذي يكررونه كل يوم ويريدون أن يدوم حتى يحكم الله.
أراد علي أن ينتشر الإسلام كنسمة هادئة، وفكرة رائقة، لكن من جاءوا من بعده نشروه بسيف مسموم، وعقل موهوم بالسلطة وحب المال وصيد الجواري والنساءا الجميلات من أصقاع الأرض المحتلة، وحين إنتهى الإحتلال الغاشم لتلك البلدان تطورت وتحضرت وسادت، لأن من سيطر عليها وإحتلها لم يكن الإسلام بل مستخدموه الأشرار، ولهذا تخلفت البلاد العربية التي هي مهد الإسلام، الإسلام إستخدم للأسف.